أكد مدير برنامج الخليج في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى سايمون أندرسون، أن زيارة الملك سلمان الحالية للولايات المتحدة تكتسب أهمية كبيرة، كونها تأتي في توقيت دقيق وظروف معقدة تمر بها منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن العلاقات السياسية والاقتصادية الراسخة بين البلدين سوف تكون محور النقاش، لا سيما بعد بروز تباين في وجهات النظر بينهما خلال الفترة الأخيرة. وقال: "المملكة وسائر دول الخليج العربي تشعر بالاستياء من التهافت الذي أبداه الرئيس الأميركي باراك أوباما لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، الذي وصل حد الرغبة في توقيع الاتفاق بأي ثمن. وباتت هذه الدول تشعر بأن الولاياتالمتحدة التي كانت ذات يوم حليفا استراتيجيا بدأت تتخلى عن التزاماتها تجاه دول المنطقة". ومضى أندرسون في سرد الإخفاقات الأميركية في المنطقة الأكثر أهمية في العالم، وقال "غضت واشنطن الطرف عن التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، سورية ولبنان والعراق، واليمن، ومحاولاتها إشعال فتن داخلية في البحرين والكويت، أثار حفيظة دول المنطقة، ودفعها في بعض الأحيان لاتخاذ مواقف قوية، على غرار ما فعلته المملكة العام الماضي، حينما رفضت عضوية مجلس الأمن، في أقوى رسالة على فشل المنظمة الدولية في إيجاد حلول لأزمات المنطقة، خصوصا القضية الفلسطينية، وهو الموقف الذي أثار إعجاب كل الدول العربية والإسلامية، ما يؤكد اتساع الفجوة بين الولاياتالمتحدة وتلك الدول. ولم يقف الاستياء من سياسات أوباما على الدول العربية فقط، بل إن غالبية أعضاء الكونجرس الأميركي قرعوا جرس الإنذار من تباعد المواقف بين السياسات الأميركية والطموحات العربية". وخص أندرسون الاتفاق النووي مع إيران بأنه سيكون له نصيب الأسد من المباحثات، وقال "على الرغم من التصريح العلني للدعم المشروط لهذه الصفقة، ما تزال الرياض تشعر بالقلق تجاهه، معتبرة أن تخفيف العقوبات سيتم استخدامه من جانب طهران لتمويل المشكلات التي تثيرها في المنطقة. وتعتبر المملكة أن دفاع إدارة أوباما عن الاتفاق هو رؤية غير صحيحة، وبالتالي تنظر إليه بتشكك شديد. وتناول الجانب الاقتصادي من الزيارة بقوله "تتزامن الزيارة أيضا مع عقد مؤتمر للاستثمار بين الولاياتالمتحدة والسعودية، لذلك من المتوقع أن يشمل الوفد المرافق له كبار الشخصيات المالية والاقتصادية". واختتم أندرسون مقاله بالتأكيد على أهمية ترميم العلاقات بين الجانبين، لا سيما في ظل التوغل الروسي في المنطقة، وسعي موسكو لاستعادة وجودها في المنطقة، مؤكدا أن الخاسر الأكبر في ظل استمرار هذا الوضع سيكون الولاياتالمتحدة. واستدرك قائلا إن روسيا قد تعمد إلى المناورة وتحاول تطوير علاقاتها مع دول المنطقة على حساب الدور الأميركي لكنها لن تستطيع نظرا لرسوخ العلاقات بين الولاياتالمتحدة ودول الشرق الأوسط.