قبل مئة يوم من الاستفتاء حول تقرير المصير في جنوب السودان، تعد هذه المنطقة نشيدا وطنيا لكيانها المرتقب انفصاله، غير أن التطلعات هي بحجم التحديات التي يتعين رفعها من خلال تنظيم هذا الاستفتاء التاريخي. وتقول كلمات "النشيد الوطني" المرتقب "أيها المحاربون السود، لننهض في صمت وإجلال لتحية ملايين الشهداء الذين عمدت دماهم مداميك أمتنا"، ويضيف النشيد "نتعهد بحماية أمتنا" واعدا ب "السلام والحرية والعدل". ولئن أصبحت كلمات النشيد جاهزة، فإن القلق ما انفك يزداد بشأن التأخير المسجل في الاستعدادات للاستفتاء المقرر في 9 يناير 2011. ولا يزال يتعين تدريب المسؤولين على الاستفتاء وإنجاز عملية التسجيل المكثف للناخبين المقرر في نوفمبر وطبع كمية كبيرة من الوثائق وتوزيعها على كافة أرجاء المنطقة الشاسعة التي تشمل الكثير من الغابات والسباخ والسهول وتبلغ مساحتها مساحة إسبانيا والبرتغال مجتمعتين، غير أنها لا تضم إلا 60 كلم من الطرق المعبدة. وسيكون بإمكان الجنوبيين القاطنين في مناطق شمال السودان المشاركة في الاستفتاء غير أن المعايير التي سيتم بها ذلك ليست واضحة بعد. ويقول إيان كوير عضو فريق من الشباب ينظم شهريا تظاهرات لتوعية السكان حول الاقتراع المقبل، "ننظم الاستفتاء لنتمكن من التصويت من أجل حريتنا، غير أنه لا يزال هناك الكثير من الأشياء التي لم تنجز". ويؤكد الأسقف واني ليمي وهو من قادة المبادرة من أجل الاستفتاء التي يتولاها رجال الدين في جنوب السودان "نحن بحاجة إلى دعم عملي حتى ينجح الاستفتاء" مضيفا أن "الناس يشعرون بقلق بالغ". ومن المقرر أن ينظم استفتاء آخر في التاريخ ذاته في منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها، حيث سيقرر سكان أبيي انتماء منطقتهم لشمال السودان أو جنوبه. بيد أنه لم يتم حتى الآن تعيين أعضاء لجنة الاستفتاء في أبيي. ويشكل الاستفتاءان أهم بنود اتفاق السلام الشامل الذي أنهى في 2005 الحرب الأهلية. ويخشى الكثيرون أن يؤدي التأخير إلى الإلغاء، في حين يصف رئيس جنوب السودان سيلفا كير تاريخ 9 يناير بأنه "مقدس". وقال كير "هناك بالتأكيد مخاطر حقيقية من عودة العنف على نطاق واسع إذا لم يتم إنجاز الاستفتاءين كما هو مقرر". وحذرت قبيلة المسيرية من أنها ستقاتل أيا من يمنع أعضاءها من التصويت في استفتاء بشأن ما إذا كانت منطقة أبيي الوسطى الغنية بالنفط ستنضم إلى الجنوب في انفصال مرجح. وقال شيخ قبيلة المسيرية مختار بابو نمر إنه إذا لم يتم قبول أصوات أفراد القبيلة في الاستفتاء فلن يكون هناك استفتاء محذرا من أن القبيلة ستستخدم القوة للحصول على حقوقها وستستخدم السلاح ضد أي من يحاول منعها من التصويت في الاستفتاء. وذكر شهود عيان أن نحو ألفين من أفراد القبيلة تظاهروا في بلدة المجلد أول من أمس وسلموا قائمة بمطالبهم لمكتب الأممالمتحدة هناك تتضمن مراجعة حدود أبيي وحقهم في التصويت في الاستفتاء الشعبي. وهدد بابو نمر بأنه إذا لم يجر الوفاء بمطالبهم فإنهم سيشعلون كل شيء مضيفا أنه إذا أدى ذلك إلى حرب فليكن.