أكد سياسيون يمنيون أن الهزائم التي تعرض لها المتمردون الحوثيون المدعومون بفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، والتي شملت في أيام قلائل جبهات عدن، وزنجبار، والحوطة، ولودر، والضالع، وقاعدة العند، ومعسكر لبوزة، أصابت زعيمي الانقلاب، المتمرد عبدالملك الحوثي، والمخلوع صالح، بصدمة كبيرة تجلت في الهذيان الذي اعتراهما وتجلى في تصريحاتهما البعيدة عن الواقع، فبينما نفى الأول سقوط عدن، أفاق بعد أيام قليلة على حقيقة أن العالم كله شاهد نائب الرئيس خالد بحاح، وهو يتجول آمنا مطمئناً في أحياء المدينة، تحفه مواكب الثوار ويحيط به قادة السلطة الشرعية، ما دعاه إلى العودة عن تصريحاته السابقة، التي أثارت سخرية حلفائه قبل الآخرين، واضطر إلى الاعتراف بسقوط المدينة، وحتى في هذه المرة لم تخل تصريحاته من مفارقات عجيبة، سببت حرجا كبيرا لمن كان يؤيده، حيث زعم أن سبب سقوط المدينة هو "صيام مقاتليه للست من شوال". أما المخلوع، فلم يكن أفضل حالا من نظيره الحوثي، حيث دعا إلى محاسبة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي ومحاكمته، ناسيا أو متجاهلا أنه هو الذي تطارده يد العدالة، التي لا بد أنها سوف تقتص منه يوماً بتهمة قتل آلاف اليمنيين، ونهب 61 مليارا من أموال البلاد، حسب تأكيدات الأممالمتحدة. وقال المحلل السياسي ناجي السامعي في تصريحات إلى "الوطن" "انتصارات المقاومة المتلاحقة سببت أزمة للانقلابيين وأصابتهم بأزمة نفسية هائلة، فالحوثي – لجهله – لم يدرك أن الزمن الذي كانت تنكر فيه الحقائق قد ولى إلى غير رجعة، وأن أي مواطن يمكنه باستخدامه هاتفه أن يتابع ما يجري في العالم، لذلك زعم أن عدن لا تزال في أيدي جنوده، وفوجئ في اليوم التالي بأن بحاح داخل المدينة، وأن الناس يتابعون المشهد على الهواء مباشرة من منازلهم. وقبل أن يتلاشى أثر كلماته الفارغة من المضمون، فوجئ زعيم التمرد بأن جحافل المقاومة الشعبية تدك حصون قواته في لودر ولحج والحوطة وتسترد قاعدة العند، ما جعله يلزم الصمت التام". ومضى السامعي في تشخيص الحالة النفسية التي يعانيها المخلوع، بقوله "أما صالح فلا يزال يعيش في أحلام اليقظة، ويتصور أنه رئيس يملك مقاليد الأمور في البلاد، بيده أن يحدد من يمثل أمام المحاكمة، ويتجاهل عامدا حقيقة أنه بات مجرم حرب، مطلوبا للعدالة، وأن الشعب اليمني سيقتص منه عاجلا أو آجلا، من الجرائم العديدة التي ظل يرتكبها طيلة 33 عاما هي فترة حكمه لليمن، التي أذاق خلالها الشعب الصابر كافة أشكال العنت والبؤس والفقر. وبعد أن أضاع فرصة الحصانة القانونية التي منحتها له المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، فإنه بات عرضة للمساءلة، خاصة بعد أن حدده مجلس الأمن الدولي كمطلوب أمام القضاء، وفرض عليه عقوبات دولية". واختتم السامعي تصريحاته بالقول "عما قريب سوف يستفيق هؤلاء ويجدون أنفسهم أمام حقيقة لا مراء فيها، هي أن أيام احتلالهم الظالم للمحافظات والمدن اليمنية قد ولى إلى غير رجعة، وأن كتائب الثوار تطلبهما ليلقيا جزاءهما العادل، وأن الشعب اليمني يرفض التنازل عن حقوقه التي أضاعها هؤلاء، ويصر على الاقتصاص لكل شهيد بذل نفسه وروحه وماله في سبيل الدفاع عن وطنه وعرضه".