تمكن الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية من استعادة السيطرة، الثلاثاء، على مدينة الحوطة مركز محافظة لحج بعد تطهير الطريق الرئيسي الذي يربط بين الحوطةوعدن. وقال مجلس المقاومة في عدن إن المقاومة الشعبية أحكمت سيطرتها على كامل محافظة لحج، وباتت بذلك ثالث محافظة محررة بعد الضالع وعدن. واتهم المجلس في بيان له حصلت "الرياض" على نسخة منه الحوثيين، بنقل المعتقلين الذين كانوا محتجزين في قاعدة العند، إلى السجن المركزي في صنعاء، محملا مسلحي الحوثي المسؤولية عن سلامتهم. ونفذ مقاتلو المقاومة والجيش الوطني عمليات تمشيط لنقاط التفتيش التابعة للحوثيين وقوات صالح في مناطق عدة، قبل فرض السيطرة على الحوطة. اذ تمكنت المقاومة الشعبية من السيطرة على المدينة الخضراء والحوطة مركز محافظة لحج، بعد طرد الحوثيين ومرتزقة علي عبدالله صالح منه، وعثرت المقاومة على كميات كبيرة من الألغام كانت قد زرعتها مليشيا الحوثي وصالح في محاولة منها لمنع تقدم المقاومة الشعبية في مناطق متفرقة من لحج، وكان 16 مسلحا من المقاومة لقوا مصرعهم الثلاثاء في انفجار الغام في لحج. وبالرغم من الاعلان عن السيطرة على لحج، شنت المقاومة والجيش الوطني الشرعي امس هجوماً عنيفاً بهدف استعادة مثلث العند من سيطرة الحوثيين ومرتزقة صالح. وتكمن أهمية المثلث في أنه الطريق المؤدي إلى معسكر لبوزه ومحافظات أخرى مجاورة لمحافظة لحج. واشارت مصادر في المقاومة الى ان معسكر لبوزه الذي يتمركز فيه المسلحون الحوثيون والموالون لصالح يقع تحت الحصار، وإن اشتباكات تجري بالجوار منه في منطقة الدكيم والجبال المحيطة بالمعسكر. وتزامنت المواجهات والهجوم مع غارات مكثفة لطائرات التحالف على مواقع الحوثيين في المثلث وفي معسكر لبوزه، وأسفرت عن قتلى وجرحى من الحوثيين. مجلس المقاومة يعلن السيطرة على لحج وعملية التطهير مستمرة من جانب آخر، شن طيران التحالف سلسلة غارات على مواقع الحوثين وقوات الرئيس المخلوع صالح في مناطق متفرقة في مدينة تعز. وقالت مصادر محلية وسكان ل"الرياض" ان القصف استهدف مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في موقع العرس الاستراتيجي في اعلى قمة جبل صبر، ومقر ادارة الامن، مقر الحوثين في حي العسكري، وموقع عسكري بالقرب من القصر الجمهوري. هذا وشن مسلحو المقاومة الشعبية هجوما كبيرا على مقر الامن السياسي. فيما قام الحوثيون وقوات صالح بإطلاق سراح 27 مسلحا كانوا داخل السجن. الى ذلك قتل خمسة مدنيين واصيب اخرون برصاص قناصة من الحوثيين وقوات صالح المتمركزين في مبنى الامن السياسي في تعز. وكان 5 قتلوا وأصيب 11 آخرين من الحوثيين وقوات صالح في كمين للمقاومة استهدف 3 عربات قرب مصنع اسمنت البرح في منطقة البرح بمحافظة تعز. وقالت مصادر في المقاومة ل"الرياض" ان الهجوم اسفر عن مقتل قائد التعزيزات العسكرية التي كانت في طريقها الى تعز ويدعى ابو محمد. وفي نفس السياق، انضم المئات من أبناء مدينة تعز والريف ولجان المقاومة الشعبية إلى قيادة المجلس العسكري في منطقة الضباب، للانخراط في حملة التمشيط المتوقعة ضد الحوثيين وقوات صالح، في وقت شهدت فيه تعز اشتباكات متقطعة في عدد من أحياء المدينة. في غضون ذلك، قتل عضو اللجنة الثورية لجماعة الحوثي ورئيس الدائرة التنظيمية لحزب الحق أحمد مهدي و3 من مرافقيه في كمين نصبه مسلحون في محافظة المحويت. وفي مأرب، شن طيران التحالف العربي لدعم الشرعية غارات جوية على مواقع للحوثيين وقوات صالح في المحافظة. من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات امس، بين مسلحي جماعة الحوثيين من جهة وقوات صالح من جهة ثانية في معسكر الصدرين بمنطقة مريس شمال مدينة الضالع مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين. وأكدت محلية أن الاشتباكات اندلعت بينهما إثر محاولة فرار مقاتلين محسوبين على صالح بعد سقوط قاعدة العند في لحج غير أن الحوثيين حاولوا منعهم، مما دفع بالطرفين إلى استخدام السلاح. وسمع دوي انفجارات في المعسكر أثناء الاشتباكات بين الطرفين. من جانب اخر وصف خالد بحاح، نائب الرئيس اليمني، رئيس الوزراء خالد بحاح العلاقة بين المتمردين الحوثيين وميليشيات صالح بأنها، "علاقة شيطانية وليست علاقة سياسية". وقال بحاح في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية" إن الحكومة اليمنية "تنظر إلى الميليشيات الحوثية على أنها جماعة لا تقل صفة عن داعش أو القاعدة"، وأضاف: "كلها جهات متطرفة، وتشكيلها حكومات يأتي في إطار المرفوض وطنيا ودوليا". وشدد بحاح على أن الصفة السياسية لصالح قد "انتهت بالمطلق"، مشيرا إلى أن الدولة "تتابع ملاحقة الأموال التي نهبها في فترة حكمه، والتي تتراوح بين 32 إلى 60 مليار دولار، وفق أرقام الأممالمتحدة". وأوضح نائب الرئيس اليمني أن "صالح شن الحرب على اليمنيين في إطار الثأر السياسي من خصومه، وهذا الثأر جاء بالنكبة على اليمن واليمنيين"، مشيرا إلى أن الحصانة التي تم منحها له اتفاق الخروج من السلطة، "باتت لا تعفيه من الملاحقة وطنيا ودوليا". وقال بحاح "كنا نتفق مع الحوثيين عندما كانوا يشاركون في الحوار باعتبارهم جزء من اليمن، أما الاختلاف معهم فقد بدأ عندما أرادوا أن يحولوا اليمن والشعب إلى جزء منهم". وأكد على أن الحكومة الشرعية "لا تطلب من الحوثيين الخروج من البلاد"، مشددا في الوقت نفسه على أن "كل من ارتكب جرائم بحق اليمنيين لن يسامحه التاريخ، وسيلاحق قانونيا، ووطنيا ودوليا". ودعا بحاح "كل من غُرّر به أن يعود إلى جادة الصواب، وأن يعود إلى حاضنة وطنه، ويبتعد عن هذه النبتات الشيطانية، التي زرعت داخل اليمن وخارجه". دبابات الجيش الوطني اليمني تجوب شوارع محافظة لحج بعد استردادها (ا ف ب) نائب الرئيس اليمني خالد بحاح (أرشيفية)