في رد سريع على تطاول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على القيادة الشرعية في اليمن، ودعوته إلى تقديمها للمحاكمة، أكدت الحكومة اليمنية أن صالح هو أساس المشكلات ومصدر الأزمات، وأنه هو الذي باع بلاده، ورضي بإضعافها وتدمير مقدراتها، ووقف خلف شن حرب على مواطنيها، لمجرد أنهم هبوا في وجهه، وانتفضوا ضد سنين حكمه الطويلة التي أذاقهم فيها الويل، وتسبب بسياساته الطائشة في التدهور المريع الذي أصابها، وعطل عجلة التنمية فيها. وقال المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي، في تصريحات صحفية، إن "الخائن الحقيقي الذي يستحق المحاكمة هو المخلوع صالح، الذي دمر عدن، وتعز، والضالع، ومأرب، وشبوة، أما الرئيس هادي فهو رئيس شرعي منتخب من قبل اليمنيين وشرعيته معترف بها من قبل العالم أجمع. وقلل راجح مما اعتبره محاولات للوقيعة يقوم بها المخلوع صالح، لمحاولة التفرقة ما بين مواقف الحلفاء في عاصمة الحزم، مشددا على أنه لا توجد دولة في العالم اعترفت بالانقلاب الذي قام به تحالف الحوثي وصالح، بما في ذلك إيران. ووجدت تصريحات المخلوع ضد الرئيس الشرعي هادي ردود أفعال واسعة وسط الإعلاميين والمحللين السياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفه كثيرون بأنه أصل البلاء، فيما أشار آخرون إلى أن مصيره الحتمي هو الإعدام، جراء ما ارتكبه من جرائم ضد الشعب اليمني. كما دعا آخرون دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تجميد أرصدته، وإيقاف كافة الاستثمارات التي يتشارك فيها هو ونجله أحمد، على أراضيها، مؤكدين أن تصريحاته ضدها تعتبر إساءة بالغة تستوجب المحاكمة، والمنع من دخول البلاد. وكان صالح قد طالب الحكومة الإماراتية بمراجعة موقفها من الحرب، قائلا إنه يشفق على هذه الدولة من هذه المشاركة. إلا أن إماراتيين رفضوا كلماته، وطالبوه بتوفير نصائحه لنفسه، مشيرين إلى أنه لو كان يتمتع بقدر بسيط من الحكمة لما تسبب بعناده في تدمير بلاده، وتحويلها إلى ميدان حرب أهلية بين أبناء الشعب الواحد، مؤكدين أن العقود الأربعة التي قضاها على سدة الحكم في اليمن هي أسوأ الفترات التي مرت بهذا الشعب على مدار تاريخه. إلى ذلك، اتهم آخرون صالح بأنه يعاني حالة متقدمة من النرجسية، مشيرين إلى أنه بات طريدا يتخفى في الكهوف ولا يجرؤ على الظهور في العلن، ورغم ذلك يتوعد ويهدد، وكأنه لا يزال في كرسي الحكم. وأضافوا أن تلك الحالة عانى منها كثير من الطغاة، أمثال هتلر والقذافي وغيرهما من الحكام الذين لفظتهم شعوبهم.