تواصلت الانشقاقات في صفوف القوات التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بسبب مواقفه المؤيدة للانقلاب الحوثي في اليمن، وتوجيهه قادة الفصائل العسكرية بالانضمام لمصلحة المتمردين، وهو ما رفضه الكثير من اليمنيين الشرفاء، الذين تأكدوا أن ما يطلب منهم هو مخطط يراد منه تدمير بلادهم. وكان جنود من اللواء 17 مشاة، المنتشر قرب مضيق باب المندب، قد ثاروا أول من أمس ضد قائدهم العميد محمد الصباري الذي انضم إلى الحوثيين، ورفضوا تلبية أوامره، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الجنود. وبالأمس أكدت وكالة الأناضول أن أحمد عبيد بن دغر، نائب المخلوع صالح في رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام، انشق عن رئيسه وهرب إلى سلطنة عُمان. ونقلت الوكالة عن المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن ابن دغر وصل أول من أمس إلى سلطنة عمان عبر منفذ صرفيت في محافظة المهرة، شرقي اليمن. مضيفة أن ابن دغر انشق عقب خلاف مع صالح بسبب تحالف الأخير مع الحوثيين في الانقلاب على الشرعية. وكان صالح قد عين ابن دغر نائباً له خلفا للرئيس عبدربه منصور هادي، الذي أقاله من منصبه عقب إيقاف أرصدة الحزب في البنك المركزي اليمني. وشغل ابن دغر عددا من المواقع القيادية في الدولة، آخرها نائب رئيس الوزراء في حكومة محمد سالم باسندوة، ووزيرا للاتصالات. ويرى أمين عام مجلس شباب الثورة، الباحث عبدالغني الماوري، أن انشقاق أتباع صالح هو أمر متوقع في ظل الظروف الحالية، مشيراً إلى أنهم لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية، وهذا هو الذي دفعهم إلى الاصطفاف إلى جانب صالح، وقال في تصريحات إلى "الوطن" "عندما أدرك هؤلاء أن دور الرئيس المخلوع قد انتهى، وأن التطورات الحالية وضعت حداً فاصلاً بينه وبين العودة إلى الحياة السياسية من جديد، انشقوا عنه، وسيبدأون البحث عمن يتيح لهم إمكانية العودة للمشهد من جديد. ولكن الشعب اليمني سيقف لهؤلاء بالمرصاد، ولن يقبل بوجودهم، ولا بد من محاكمتهم على ما اقترفته أيديهم بحق اليمن". ومضى عبدالعظيم قائلا "دائرة الانشقاقات لن تقف عند هؤلاء، وسوف تتوسع لتشمل آخرين، فهناك كثيرون يريدون الانشقاق عن حزب المخلوع، كما أن قلة من الشرفاء التي كانت في السابق مخدوعة بالشعارات، أدركت أن صالح ليس سوى فتنة تستهدف اليمن، ولن يرضى إلا بعودته للرئاسة، ولو كان على جماجم اليمنيين وجثثهم". في سياق منفصل، أعلن حزب التجمع اليمني للإصلاح، ثاني أكبر الأحزاب اليمنية تأييده المطلق لعمليات عاصفة الحزم، ودعا في بيان إلى تكوين جبهة اصطفاف سياسي يمني قوي لدعم الشرعية، ومناهضة المشروع الإيراني.