رفض أكاديميون يمنيون تصريحات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الأخيرة، مشيرين إلى أنه تورط وورط بلاده في ست حروب ضد جماعة الحوثي المتمردة، دون أن يطلب منه أحد ذلك، وأضافوا أن صالح الذي تملكه هوس السلطة، واستبد به سلطان الحكم، لا يدرك أن دوره السياسي قد انتهى إلى غير رجعة، بعد أن خلعه الشباب اليمني في ثورة شعبية شهد العالم كله بسلميتها وعظمتها. وشددوا على أن الجرائم التي ارتكبها المخلوع بحق الشعب اليمني ترقى إلى درجة جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، وأنها من نوع الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، ولا يملك أحد، كائنا من كان، أن يمنحه حصانة من الملاحقة بخصوصها. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة، ناجي السامعي، إن الشعب اليمني قبل على مضض الحصانة التي منحتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية للمخلوع، لكنه قبل بها، احتراما للدور الخليجي، وأضاف "كان صعبا على قلوب كثير من اليمنيين التسليم بالحصانة التي منحت للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بواسطة المبادرة الخليجية، التي سمحت له بالبقاء في اليمن، دون ملاحقة قانونية، وهو ما أقرته الأممالمتحدة، لكنّ اليمنيبن قبلوا بما أقرته الدول الخليجية، احتراما لقياداتها الذين دأبوا على الوقوف إلى جانبهم، ولكن المخلوع، بما عرف عنه من ضيق أفق سياسي رفض انتهاز تلك الفرصة الذهبية التي لم يسبق أن منحت لأي رئيس في العالم خلعه شعبه بثورة شعبية". وأشار السامعي إلى أن المخلوع أصر على مواصلة التآمر على الشعب اليمني، وسعى بكل الطرق إلى العودة من جديد إلى كرسي الحكم، عبر نجله أحمد، الذي عبر الشعب عن رفضه في مناسبات عدة، لأنه لا يمكن أن يكون إلا امتدادا لعهد والده الذي لم ير فيه اليمنيون خيرا، وتابع "صالح ظن وتوهم أن الشعب اليمني لا يمكن أن يحكم إلا عبره، وهذه قمة النرجسية المريضة، ومزاعمه الأخيرة عن عدم رغبته في العودة إلى كرسي الحكم من جديد أثارت سخرية اليمنيين، فقد قال سابقا إنه لا يرغب في العودة، وسافر إلى الولاياتالمتحدة، لكنه سرعان ما عاد وأعلن ترشيح نفسه في الانتخابات من جديد، ما أدى إلى تفجر الأحداث في اليمن. وما اقترفته يداه من جرائم عبر التحالف مع المتمردين الحوثيين هو جرائم حرب، راح ضحيتها آلاف اليمنيين، وهذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، وسيدفع المخلوع ثمنها أمام مؤسسات العدالة الدولية". في السياق ذاته، سخر الأستاذ بجامعة تعز، نبيل سعيد، من مزاعم المخلوع، قائلاً إنه اعتاد تحري الكذب وأن الأكاذيب والتناقضات تجري على لسانه بعفوية ودون أن يشعر، مشيرا إلى أن صالح دخل برجليه إلى مصيدة العقوبات الدولية، وأنه كتب نهايته بيديه، عبر تآمره على الشعب اليمني، وتحالفه المعلن مع ميليشيات الحوثيين المتمردة، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "المخلوع بما عرف عنه من حب للذات ونزعة شريرة متأصلة في روحه لم يتورع عن مد يد العون للمتمردين الحوثيين، وتحالف معهم لإحراق اليمن، بعد أن رفض شعبها عودته إلى قصر الحكم من جديد، وكأن قدر هذا الشعب أن يحكمه صالح، أو أن يموت. وهذه حالة مرضية تصيب غالبية الطغاة أمثال موسليني وهتلر. لكن الجديد في الأمر وما انفرد به صالح دون غيره من طغاة العالم هو أنه يفني الشعب اليمني بسلاح جيشه، فاليمنيون الآن يموتون بسبب السلاح الذي دفعوا ثمنه من حر مالهم". وأضاف سعيد "أكاذيب المخلوع بلغت حدها هذه المرة، فقد قال إنه رفض الحرب ضد الحوثيين، رغم الملايين التي عرضت عليه، والجميع يعلم أنه خاض ست حروب ضد هذه الجماعة، بدون مبرر، ما حمل الاقتصاد اليمني تبعات كثيرة أثرت فيه بالسلب، وأوصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن. لكن يد العدالة ستطاله هذه المرة، وسيدفع ثمن الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب العظيم، وسيرد عشرات المليارات التي سرقها من اليمنيين وتركهم يكابدون الفقر والحرمان".