سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دول الخليج لأميركا: نريد التعاون مع إيران.. لا تدخلها الاتفاق على تسريع مبيعات بعض الأسلحة الأميركية لدول مجلس التعاون مطالبة الأطراف اليمنية بمقررات الحوار الوطني والعودة إلى الحل السياسي
قالت دول الخليج العربية لوزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس في بداية محادثات الدوحة، إن الاتفاق النووي الذي أبرم في 14 يوليو الماضي مع إيران يجب أن يكون سببا في الاستقرار وحسن الجوار وليس التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وقال وزير خارجية قطر خالد العطية الذي رحب بقدوم كيري إلى بلاده لإجراء المحادثات مع دول مجلس التعاون الخليجي، إن المجلس يريد أن يقي المنطقة من أي أخطار أو تهديدات للأسلحة النووية. وأضاف العطية الذي تحدث نيابة عن دول مجلس التعاون باعتبار قطر الدولة المضيفة للمحادثات ورئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، إن وقاية المنطقة من أخطار وتهديدات الأسلحة النووية تتم من خلال السماح باستخدام التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية طبقا للقواعد الدولية. وأضاف: نتطلع بأمل أن يؤدي الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة "خمسة زائد واحد" إلى حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدين أهمية التعاون مع إيران على أسس ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفض المنازعات بالطرق السلمية. وقال كيري إنه لا حل عسكريا في سورية، مؤكدا أن الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه فقدا الشرعية منذ وقت طويل، مشيرا إلى أنه سيبحث الوضع السوري مع نظيريه الروسي سيرجي لافروف والسعودي عادل الجبير. وأوضح كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري خالد العطية، إنه بحث مع نظرائه الخليجيين الاتفاق النووي الإيراني والصراعات في المنطقة خاصة في سورية واليمن وليبيا. وأشار كيري إلى ضرورة إيجاد حل سياسي في سورية، وأكد دعم بلاده للمعارضة "المعتدلة" فيها والحرب على تنظيم داعش للتخلص من الملاذ الآمن الذي يتمتع به هناك. وعن اليمن قال إنهم يرفضون ما يقوم به الحوثيون من نشاط عسكري ويرفضون دعم إيران لهم ولحزب الله اللبناني. إنه يجب التزام جميع الأطراف اليمنية بمقررات الحوار الوطني والعودة إلى الحل السياسي. وفي الشأن الليبي، قال إن واشنطن تعمل مع المجتمع الدولي لإيجاد حل وفاقي، ودعا جميع "صناع القرار" في ليبيا لتشكيل حكومة وفاق وطني. وأضاف أنه استعرض الاتفاق بشأن نووي إيران مع نظرائه الخليجيين. وفي هذا الصدد قال إنهم مستمرون في التشاور والتنسيق مع دول التعاون الخليجي، حيث بحثوا أمس سبل بناء هذه الدول قدراتها الدفاعية. وأوضح أنهم اتفقوا على تسريع مبيعات بعض الأسلحة الأميركية لدول الخليج والتي كانت تأخذ وقتا طويلا، وتكثيف التدريب العسكري خاصة على الاعتراض البحري وتدريب القوات، ودمج أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستي بدول الخليج وتبادل المعلومات بشأن مكافحة "الإرهاب". وأشار إلى أن ذلك مجرد أمثلة على ما اتفقوا عليه من خطوات ملموسة وعملية. وعن الاتفاق النووي مع إيران وما يقال عن أن جزءا مما تضمنه هو تعاون إيران في إيجاد حل في سورية. قال كيري إن الاتفاق النووي لا يتضمن شيئا بخلاف تقييد قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي، وإن هذا الاتفاق لم يكن مبنيا على أساس أي توقعات خارجة عما يتعلق بالقدرات النووية. وأعلن كيري أيضا عن تشكيل لجنتين لمتابعة ما تم في هذا الاجتماع وستجتمع إحداهما في العاصمة السعودية الرياض والأخرى ستجتمع في دولة أخرى لم يذكرها. من جهته، قال خالد العطية إن دول التعاون الخليجي ترحب بالاتفاق النووي الذي تم بين دول 5+1 وإيران، وتمنى أن يشمل ما تم مع إيران جميع دول منطقة الشرق الأوسط. وأوضح العطية أن الاجتماع الذي تم مع كيري أمس هو استكمال للاجتماع الذي انعقد في مايو الماضي في كامب ديفد بين قادة دول الخليج والرئيس الأميركي باراك أوباما. وأضاف العطية أن الولاياتالمتحدة والدول الخمس الأخرى التي أبرمت الاتفاق النووي مع إيران لديها التقنية والمعرفة الكاملة بالمجال النووي وأن دول الخليج مطمئنة للاتفاق الذي تم، لكنها تتطلع إلى تمديده إلى دول أخرى في المنطقة. وكان كيري عقد اجتماعا في الدوحة مع نظرائه بدول مجلس التعاون الخليجي سعيا منه لتبديد مخاوفهم من الاتفاق النووي الذي أبرم الشهر الماضي مع إيران، إضافة إلى بحث الصراعات الدائرة في بعض دول المنطقة. وقال مسؤول بالخارجية الأميركية: هذه فرصة حقيقية أمام كيري للغوص عميقا مع وزراء الخارجية الخليجيين في محاولة للرد على أي تساؤلات قد تكون عالقة في أذهانهم على أمل إقناعهم وضمان دعمهم لكي نمضي قدما في جهودنا.