أبلغت دول الخليج العربية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس خلال محادثات جمعته مع وزراء خارجية الدول الست لمجلس التعاون في قطر إن الاتفاق النووي مع إيران يجب أن يكون سببا في الاستقرار وحسن الجوار وليس التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وأفصح خالد العطية وزير خارجية قطر خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي أعقب الاجتماع أن كيري أطلع نظراءه الخليجيين أمس على تفاصيل الاتفاق النووي الإيراني، كما تم بحث ما حققته اللجان المشتركة لاتفاق كامب ديفيد في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية، مشيرا إلى أن الاجتماع المشترك تطرق أيضا إلى المستجدات في المنطقة سواء في اليمن أو العراق وسورية وكانت هناك مواقف متطابقة حيالها. وأكد الوزير العطية إن وقاية المنطقة من أخطار وتهديدات الأسلحة النووية تتم من خلال السماح باستخدام التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية طبقا للقواعد الدولية. وأضاف العطية: «نتطلع بأمل أن يؤدي الاتفاق النووي إلى حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة»، مؤكدا أهمية التعاون مع إيران على أسس ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفض المنازعات بالطرق السلمية. من جانبه أكد الوزير الأمريكي أن واشنطن ملتزمة باستقرار الخليج، والاتفاق النووي الإيراني سيساهم من وجهة نظرهم في أمن الخليج، لافتا إلى أنه أجرى مع الوزراء الخليجيين مناقشة مستفيضة للخطوات المقبلة لتعزيز الشراكة في مجال مكافحة الإرهاب وإحلال السلام في المنطقة. وأفاد أنه تم الاتفاق على تسريع بعض المبيعات العسكرية للأسلحة التي تتطلب وقتا طويلا في الماضي وتدريبات عسكرية مشتركة، ولا سيما تدريب القوات الخاصة باعتباره أكثر فعالية في التعامل مع بعض التحديات الحقيقية. وقال: «إنه تم الاتفاق على تقاسم المعلومات الاستخباراتية، ولا سيما ما يتعلق بتدفق الأشخاص سواء العملاء أو المقاتلين المتطرفين، وتطوير أنظمة الدفاع الصاروخي في هذه البلدان، وزيادة عدد التمارين العسكرية وتحديث القدرة على الاعتراض البحري والحيلولة دون تدفق الأسلحة والأشخاص بما يعزز أمن المنطقة واستقرارها». وبشأن الأزمة السورية ندد كيري بوحشية النظام الأسدي، مشددا على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية وبلاده تسعى للحل السياسي وتدعم القوى المعتدلة في سوريا. وفي رده على سؤال بشأن الاتفاق النووي الإيراني قال كيري: «الاتفاق النووي لم يشتمل على أي تفاهمات جانبية، ونعرف أن إيران تدعم حزب الله والميليشيات العراقية والحوثية ودول الخليج تأمل أن تغير إيران سلوكها. كما عقد الوزير الأمريكي اجتماعا ثلاثيا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية عادل الجبير، تم خلاله بحث التعاون المشترك لمواجهة التحديات، كما تطرق الاجتماع لعدد من الملفات، أبرزها الأوضاع في سوريا واليمن، كما ذكر دبلوماسي في الخارجية الأميركية.