عشية انقضاء الهدنة الإنسانية الثالثة في اليمن، أكد المتحدث باسم التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري أنه لم تكن هناك هدنة بمعناها الحقيقي على الأرض، نظير ما كان يرتكبه الحوثيون من خروقات منذ الساعات الأولى من سريانها. وأشار في اتصال هاتفي أجرته معه "الوطن" إلى أن الطرف الآخر لم يلتزم بها كما كان يفترض أن يكون تبعا للضمانات التي قدمها عنهم المبعوث الخاص بالأزمة اليمنية إسماعيل ولد الشيخ خلال لقائه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وانتقدت مصادر دبلوماسية في الحكومة اليمنية الأممالمتحدة، مشيرة إلى أنها والدول الغربية لم تقم بإرسال أية باخرة أو طائرة خلال فترة الهدنة، وأن غالبية الجهد كان سعوديا. وفيما أعلنت الداخلية السعودية عن استشهاد ثلاثة وإصابة سبعة من عناصر حرس الحدود في مركز المسيال بقطاع ظهران الجنوب، نتيجة تعرضهم لقذائف كثيفة من الأراضي اليمنية، قال عسيري إنه تم تدمير العناصر المعتدية التي نفذت الهجوم، مشيرا إلى أن الشهداء والمصابين كانوا في موقع واحد. عشية انتهاء الهدنة الإنسانية الثالثة في اليمن انتقدت مصادر دبلوماسية في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأممالمتحدة على وجه الخصوص، والذي لم يلمس أي تفاعل لها مع الهدنة المقرة. وقالت المصادر "لقد سمعنا من الدول الغربية والمنظمة الدولية جعجعة خلال الفترة الماضية، ولكننا لم نر طحنهم حينما جد الجد". وبنهاية أمس يكون اليمن قد طوى الهدنة الإنسانية التي طالب بها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وأعلنت قوات التحالف التزامها بها، ولكنها لم تسلم كحال سابقتيها من خروقات الحوثيين. ويجادل المجتمع الدولي والقوى الغربية بضرورة وجود ظروف مثالية للهدنة، من أجل أن تشرع بتقديم المساعدات للشعب اليمني الذي يعيش ظروفا بالغة التعقيد في ظل انعدام متطلبات الحياة الأساسية. المصادر الدبلوماسية التي تحدثت إليها "الوطن" تساءلت حول ماهية الظروف المثالية التي ينشدها الغرب، وعلقت على الرؤية الغربية بقولها "الحروب لا يمكن أن توجد بها ظروف مثالية.. هم يعتقدون أن وقف إطلاق النار يعمل كالريموت كنترول، متجاهلين في الوقت عينه أن ميليشيات الحوثي هي من تبادر في كل مرة بخرق الهدنة والقيام بالاعتداءات على المدنيين". وأشارت المصادر إلى أنه وعلى الرغم من من تهيئة ميناء ومطار عدن وكل الظروف المواتية لإرسال المساعدات، إلا أن الأممالمتحدة لم تقم بإرسال أية باخرة أو طائرة إغاثية حتى يوم أمس (اليوم الأخير من الهدنة)، مشيرة إلى أن كل المساعدات التي وصلت هي لقوات التحالف بقيادة السعودية التي أرسلت لوحدها أربع طائرات إغاثية حتى الآن. يشار إلى أن الهدنة الإنسانية التي انتهت بنهاية أمس هي الثالثة التي يشهدها اليمن، عقب هدنتين سابقتين، وجميعها رفضتها ميليشيات الحوثيين الانقلابية والموالون للمخلوع علي عبدالله صالح.وكان الحوثيون وقوات المخلوع قد استغلوا الهدنة الإنسانية الأولى التي انطلقت في 11 مايو الماضي، واستمرت خمسة أيام، في إعادة تموضع قواتهم على الأرض، وتحريك منصات الصواريخ مدعومة بقوات النخبة التابعة للمخلوع باتجاه الأراضي السعودية، كواحدة من الخروقات العشرة التي أحدثوها في تلك الهدنة.