فرض التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن هدنة لمدة خمسة أيام تبدأ من منتصف الليلة، وذلك استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وأكد بيان قيادة التحالف أن الحظر سيستمر على كل الأراضي اليمنية، وكذلك شرط تفتيش جميع السفن والطائرات، محذرا من أي خروقات من المتمردين، وأنه سيتم الرد عليها في حينه. إلى ذلك، استبقت قوات التحالف مخططا حوثيا لتعطيل الملاحة في باب المندب عبر افتعال مواجهات وأحداث عنف، حيث قصفت المقاتلات مواقع للمتمردين بالقرب من المضيق الاستراتيجي، ما أدى إلى تشتت قواتهم وفرار العشرات من مقاتليهم. من جهة أخرى، أكد السفير اليمني السابق في سورية عبدالوهاب هادي طواف أن نظام بشار الأسد تورط في تدريب مقاتلين حوثيين وتسهيل دخولهم إلى طهران بدون تأشيرات أو ختم لجوازات سفرهم. ووجه طواف، في حوار مع "الوطن"، انتقادات لاذعة للمبعوث الأممي السابق لليمن جمال بنعمر، وقال إنه كان "فاشلا ومغمورا"، وأسهم ضعفه في ما وصلت إليه البلاد، متهما إياه بالارتماء في أحضان الحوثيين. قالت قيادة تحالف "إعادة الأمل" الذي تقوده المملكة إن هدنة إنسانية ستبدأ مساء اليوم في اليمن، لمدة خمسة أيام، وإن هذه الهدنة جاءت استجابة لطلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وجهه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وجاء في رسالة الرئيس اليمني أن الهدنة تأتي رغبة في إدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية. كما تضمنت الرسالة أيضاً، أنه رغم وقف العمليات العسكرية، فإن الحظر والتفتيش الجوي والبحري لأي تحركات لمسلحي الحوثي والقوات الموالية لهم سيستمران.وإذا استمر قيام مسلحي الحوثي والقوات الموالية لهم بأي أعمال أو تحركات عسكرية فسيتم التصدي لهم، حسب الرسالة.وقالت قيادة قوات التحالف في بيان "استجابة لطلب رئيس الجمهورية اليمنية، عبدربه منصور هادي، فقد تقرر أن تبدأ الهدنة الإنسانية اعتبارا من الساعة (11:59) مساء بتوقيت اليمن يوم الأحد العاشر من شوال 1436، الموافق السادس والعشرين من يوليو 2015، ولمدة خمسة أيام، وفقا لما ورد في رسالة رئيس الجمهورية اليمنية، لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني الشقيق، حيث تتوقف فيها الأعمال العسكرية من قبل قوات التحالف، وفي حال قيام الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأي أعمال أو تحركات عسكرية في أي منطقة، فسوف يتم التصدي لها من قبل قوات التحالف، مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري، والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها. وأشار محللون سياسيون يمنيون إلى أن الهدنة الجديدة تعطي فرصة كبيرة للمتمردين الحوثيين، لمراجعة أنفسهم، والعودة إلى رشدهم، لاسيما بعد التطورات الأخيرة، والتقدم الذي أحرزته المقاومة الشعبية في عدن والضالع، وتأهبها لتحرير كل المحافظات من دنس التمرد، مشيرين إلى أن سير العمليات وتطورها على الأرض بعث برسالة قوية وواضحة للإرهابيين، مفادها أنه لن تكون لهم القدرة على التصدي لمقاتلي المقاومة الشعبية المسنودين بقوات الجيش الموالي للشرعية، والمدعومين بغطاء جوي فتاك تمثله طائرات التحالف العربي. وتوقع المحلل السياسي سالم الرويلي في تصريحات إلى "الوطن" أن يبادر المتمردون الحوثيون إلى الالتزام بالهدنة الجديدة، مشيرا إلى أن أي خرق لها سيمثل نهاية محتومة لهم. وقال "الظروف الحالية تختلف عن تلك التي كانت سائدة خلال الهدنة الماضية، عندما استغلها الإرهابيون لتحريك قواتهم ومواصلة اعتداءاتهم، فالهزيمة تحاصرهم حاليا من كل جانب، ومقاتلو المقاومة الشعبية أثبتوا قوة شكيمتهم وعزمهم اجتثاث التمرد من كل المحافظات والمدن، والدعم القوي الذي قدمه التحالف للثوار يشير بوضوح إلى أن ميزان القوى العسكرية قد تحول لمصلحة المقاومة والشرعية. لذلك أتوقع أن يلتزم الانقلابيون – رغما عنهم – بوقف القتال، وأن تمثل هذه الهدنة أملا في إيجاد حل سياسي مستدام، يضع حدا للأزمة في اليمن". ومضى الرويلي بالقول "كل المؤشرات تسير في غير مصلحة الانقلابيين، فالدعم الذي كانوا يتوقعونه من إيران تبخر ولم يعد له وجود، ولا أتوقع أن يأتي مستقبلا، لاسيما بعد توقيع إيران الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، حيث باتت مطالبة بإثبات حسن نيتها تجاه دول الجوار، وأن تكف عن التدخل في شؤونها. لذلك سعى الحوثيون خلال الفترة الماضية إلى البحث عن هدنة جديدة، تتيح لهم التقاط الأنفاس، وتوجد لهم مخرجا من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه، بغرورهم وسوء تقديراتهم، حيث تصوروا في لحظة جنون أنه بإمكانهم مواجهة المجتمع الدولي، ومقارعة قوات التحالف العربي التي تملك أحدث الأجهزة والتقنيات العسكرية على مستوى العالم. إضافة إلى عزيمة أبطال المقاومة الشعبية وثباتهم في ميادين القتال. وأثبتت الأحداث العسكرية الجارية على الأرض أن الجيش الموالي للشرعية والذي تمت إعادة تنظيمه خلال الفترة الماضية قادر على اجتثاث التمرد وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه". .. والقاهرة تفجر خلافات المتمردين فجرت تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمره الصحفي المشترك مع نظيره المصري، سامح شكري، بأن التحالف كان على علم مسبق بالاجتماعات التي دارت في القاهرة مع وفد حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه المخلوع، خلافات واسعة وسط المتمردين الحوثيين وحليفهم المخلوع، علي عبدالله صالح، حيث اتهم الحوثيون شركاءهم بالسعي إلى عقد صفقة بعيدا عنهم. وأشارت مصادر إخبارية إلى أن الحوثيين طلبوا من حزب صالح تفسيرا حول حقيقة ما يجري في العاصمة المصرية، ورغم محاولة بعض قيادات الحزب نفي وجود تلك المباحثات، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لنزع فتيل التوتر بين الجانبين، لاسيما في ظل تزايد الخلافات التي انتشرت خلال الفترة الأخيرة، على إثر قيام الحوثيين بعزل بعض القيادات المحسوبة على صالح وتعيين أخرى مكانها.وكانت مصادر إخبارية أكدت خلال اليومين الماضيين أن عددا من القيادات العسكرية التابعة للمخلوع رفضت تنفيذ توجيهات حوثية بالتوجه إلى القتال في محافظتي تعز وعدن. وأوضحت القناة أن ميليشيات التمرد أقدمت على اعتقال عدد من هذه القيادات العسكرية، فيما تمكن عدد من الضباط من مغادرة العاصمة والتوجه إلى أماكن أخرى أكثر أمناً. كما تواردت أنباء عن أوامر صدرت لقيادات ميليشيات الحوثي بمغادرة إب والعودة إلى مناطقهم في صعدة. ويأتي ذلك بعد أن تمكنت قوات التحالف والمقاومة الشعبية من السيطرة على مدينة عدن، وتتركز المعارك شمالا إلى لحج، حيث تسعى المقاومة لاستعادة قاعدة العند الجوية الاستراتيجية بعد الحصار المطبق الذي فرضته على ميليشيات الحوثي وصالح. وتوجد في القاهرة منذ فترة قيادات في حزب المؤتمر، بينها الأمين العام للحزب، عارف الزوكا، ووزير الخارجية الأسبق، أبوبكر القربي، وكذلك الأمين العام المساعد، ياسر العواضي، وآخرون. وكان بعضهم قد غادر للمشاركة في محادثات جنيف منتصف الشهر الماضي، وقاموا بعدها بجولات خارجية بين موسكو وبيروت ومسقط والقاهرة. .. ومركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية قام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس، بتسيير سبع شاحنات تحمل مساعدات إغاثية للشعب اليمني الشقيق، تتضمن وجبات غذائية ومستلزمات طبية متجهة إلى مديرية العبر ومحافظة مأرب، عبر منفذ الوديعة البري. وأوضح المتحدث باسم المركز، رأفت الصباغ في تصريح صحفي أمس، أن هناك ست شاحنات توجهت إلى مديرية سيئون، خمس منها تحمل مستلزمات ومحاليل طبية، وشاحنة تحمل 16500 وجبة غذائية، فيما تتجه الشاحنة الأخيرة إلى محافظة مأرب، وتحمل مستلزمات طبية، إذ يقدر مجموع ما تحمله الشاحنات من مساعدات إغاثية بأكثر من 175 طنا.وبين الصباغ أن هذه المساعدات هي امتداد للحملات السابقة والبرامج المعدة من المركز، والتي تمت بمتابعة وإشراف من المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله الربيعة، والموجهة إلى الشعب اليمني الشقيق إما عن طريق الإمداد بالمساعدات الطبية والمواد الإغاثية برا وبحرا وجوا، أو عن طريق إعادة العالقين، أو أي نشاط إنساني يمكن أن يخفف من معانات الأشقاء في اليمن.