ما بين الإنهاء أو التمديد، لا خيار ثالثا أمام الهدنة الإنسانية في اليمن التي بدأت مساء الثلاثاء الماضي وتنتهي بنهاية غد الأحد، في وقت بدأت إرهاصات مصيرها تتضح، خصوصا مع تحذير قيادة التحالف من نفاد صبرها على خروقات الحوثيين التي بدؤوها مع اللحظات الأولى من سريانها. مصدر حكومي رفيع في الحكومة اليمنية أكد ل"الوطن" أن هناك تشاورا قائما مع قيادة قوات التحالف بخصوص الهدنة الإنسانية الحالية، وإمكان تمديدها من عدمه، وذلك استنادا إلى المعطيات القائمة على الأرض، مفيدا بأن الحكومة الشرعية ترصد ولا تزال الخروقات كافة التي أقدم عليها الحوثيون وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، وأنها ستعلن عنها بشكل كامل. وفيما انتقد المصدر موقف جمعيات الإغاثة الدولية وتحديدا الصليب الأحمر، لعدم اكتراثها بالمأساة الإنسانية التي تعيشها مناطق الجنوب اليمني، خصوصا عدن، أفصح أنه منذ بدء الهدنة لم ترس أية باخرة إغاثية في ميناء عدن. يأتي ذلك، فيما انتقد رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان اليمني الدكتور محمد الشايف إيران، مفيدا بأنها افتتحت مستشفى في اليمن ليس لتطبيب اليمنيين، بل لاستغلال حاجتهم وإرسالهم إلى طهران لعسكرتهم. مع اقتراب انتهاء الهدنة الإنسانية في اليمن والمقرر إسدال الستار عليها مساء غد الأحد، بدأت الإرهاصات حيال مصيرها بالظهور، خصوصا مع إعلان قيادة قوات التحالف التي تقودها السعودية أن سياسة ضبط النفس لن تستمر طويلا إزاء الخروقات المتكررة التي قام بها الحوثيون خلال الأيام الثلاثة الأولى منها. مصدر رفيع في الحكومة اليمنية أبلغ "الوطن" بأن مصير الهدنة الإنسانية سيخضع للتشاور مع قيادة التحالف العربي، وأن الإعلان عن تمديدها من عدمه لن يكون قبل يوم انتهائها. وأشار المصدر إلى أن الحكومة اليمنية تعمل بالتعاون مع قيادة قوات التحالف على رصد كل الخروقات التي قام بها الحوثيون وميليشيات علي عبدالله صالح خلال أيام الهدنة، مفيدا بأن تلك الخروقات سيتم الإعلان عنها بشكل كامل قبل ساعات من انتهاء الهدنة الإنسانية القائمة حاليا. وكانت ميليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح خرقت بشكل واضح الهدنة منذ اللحظات الأولى لسريانها، وطالت الاعتداءات التي تمت خلال اليومين الأولين من الهدنة، مدن عدن والضالع وتعز ولحج، إضافة إلى المناطق الحدودية السعودية، ولكن من دون تسجيل أية إصابات. وطبقا للمصدر الحكومي اليمني، فإن مناطق الجنوب، وتحديدا عدن، لم تصلها أية مساعدات إغاثية من المنظمات الدولية منذ سريان الهدنة الإنسانية، خلافا لتلك التي أرسلتها قوات التحالف ضمن عملية إعادة الأمل إلى اليمن. وأضاف المصدر أن سبب ذلك يعود لكون أن ميليشيات الحوثيين عملوا على قطع الطرقات بين صنعاء ومناطق الجنوب، وذلك لمنع وصول أية إمدادات إغاثية، رغم حجم الكارثة الإنسانية التي تتهدد تلك المناطق. ووجه المسؤول اليمني الرفيع لوما شديدا لمنظمات الإغاثة الدولية والصليب الأحمر، لكون أن كل المساعدات المرسلة إلى اليمن حطت في مطار صنعاء بالنسبة للطائرات، ورست بميناء الحديدة بالنسبة للبواخر. وأضاف بالقول "رغم وجود الإمكانات الخاصة بإغاثة مناطق الجنوب من خلال ميناء (مصافي عدن)، إلا أن منظمات الإغاثة لم تقم بإرسال أي باخرة إغاثية منذ سريان الهدنة الإنسانية". واتهم المصدر الحكومي اليمني منظمات الإغاثة الدولية بأنها حريصة على أضواء الإعلام بشكل أكبر من حرصها على الشعب اليمني، وذلك من خلال إرسالها للمساعدات إلى المناطق التي يعتقدون أنها كثيفة بالسكان، فيما ينظرون إلى ما يجري عدن بأنها مسألة ثانوية بالنسبة إليهم، رغم أن كل التدمير كان في عدن وكل الهجوم كان في داخلها، ومن يعاني بالفعل هم الساكنون فيها والقاطنون بضواحيها.