انتقد عدد من أهالي محافظة خميس مشيط أمانة المنطقة وبلدية المحافظة نظير عدم الاهتمام بتطوير التقاطعات والطرق مقارنة بحجم المحافظة الكبير وحركتها التجارية، مؤكدين أن وضع المحافظة وتحديدا في مجال الطرق لم يشهد تطورا منذ نحو أربعين عاماً، مما تسبب في حدوث اختناقات مرورية وازحادم كثيف تزداد حدته في الفترة المسائية في ظل غياب مشروعات الجسور والأنفاق وتنظيم التقاطعات. ويشير المواطن عبدالعزيز بن حضرم الشهراني من أهالي المحافظة أن تجاهل البلدية لتطوير الطرق أمر يبعث على الاستغراب ويزيد من معاناة المواطنين يوما بعد يوم في ظل غياب حقائق وأرقام عن المحافظة، تؤكد أنها تصنف الرابعة تجاريا على مستوى المملكة وأظهرت التقارير الإحصائية أن عدد سكانها بلغ أكثر من نصف مليون نسمة، واحتلت المركز الأول في عدد السكان على مستوى مدن ومحافظات منطقة عسير والمرتبة الثانية عشرة على مستوى المملكة، لافتا إلى أن الأهالي استبشروا خيرا ببدء العمل في نفق خميس مشيط قبل نحو خمس سنوات إلا أنه حتى اللحظة لم ير النور مما ينم عن خلل وقصور واضحين في التخطيط وسوء إدارة الأعمال فضلا عما سببه ذلك المشروع من إحباط لدى المواطنين حتى إنهم لم يعودوا يثقون بالقادم من المشروعات عطفا على ما حدث بنفق خميس مشيط من تداعيات. ويرى المواطن سعد بن محمد بن عنزه طفرة الميزانيات التي خصصتها الدولة منذ سنوات لقطاع البلديات لا تكاد ترى له أثرا في المحافظة فالطرق هي ذاتها منذ أكثر من أربعة عقود، ولم يكلف المسؤولون أنفسهم بتخطيط مستقبلي للطرقات يواكب الطفرة السكانية التي تشهدها المحافظة والحركة التجارية المتزايدة وتزايد أعداد المركبات مما أدى إلى تفاقم أوضاع حركة المرور في المحافظة والإبقاء على الإشارات المرورية. واستعرض بن عنزه عدد ومواقع الإشارات الضوئية التقليدية التي تبدأ من مدخل المحافظة من جهة أحد رفيدة ووصولا إلى حدود محافظة خميس مشيط مع مدينة بأبها إذ بلغ عدد التقاطعات المزودة بإشارات مرورية أكثر من 18 إشارة ضوئية مما تسبب في حدوث معاناة حقيقية عند الانتقال بين جهات المحافظة المختلفة. ويبدي المواطن عبدالله بن عبدالرحمن القحطاني خلال زيارته لمحافظة خميس مشيط خلال موسم الصيف الماضي استغرابه من الاختناقات المرورية والتلبك المروري في شوارع المحافظة، مشيرا إلى كثرة الإشارات المرورية وغياب الجسور أسهم في تفاقم المشكلة منتقدا غياب البلدية وأمانة المنطقة عن دورها في هذا الجانب. ولفت القحطاني إلى أنه لم يلحظ على مدى سنوات طويلة وهو يتردد على محافظة خميس مشيط أي تطور في مجال الطرق في المحافظة بل العكس فالأمر يزداد سوءا بدليل ما حدث لنفق خميس مشيط من تأخر ومماطلة تنم عن سوء التخطيط في حين أن الأهالي يعتبرونه بارقة أمل لإنهاء معاناتهم. وكان رئيس بلدية محافظة خميس مشيط الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الزهراني قد أكد بتاريخ 1431/5/12 أنه سيتم الانتهاء من نفق الصناعية القديمة خلال ستة أشهر لا سيما بعد إنجاز نسبة كبيرة منه. وأشار إلى أن إمارة منطقة عسير وأمانة المنطقة ذللت كافة الصعاب التي كانت تواجه المشروع بما فيها المقاول فضلا زيادة الاعتمادات المالية للمشروع وصولا إلى الاستفادة من خدماته في وقت وجيز لافتا إلى أنه سيتم ترسية نفقين آخرين خلال الأيام القليلة المقبلة هما نفق مركز الأمير سلطان الحضاري ونفق تقاطع باحص بطريق أبها خميس مشيط. فيما أشار رئيس المجلس البلدي في محافظة خميس مشيط سعيد بن عبدالله البريدي إلى أن المجلس استعرض مؤخرا التقرير المقدم من إدارة المشاريع في البلدية. وأبدى المجلس عدم رضاه لقاء التأخر في سير المشروعات، لافتا إلى إنه تم التوجيه بسحب بعض المشاريع والتي أبدى المقاولون المنفذون لها إهمالا واضحاً وصريحاً على أن يتم الرفع وبشكل دوري عن مستوى الأداء والعراقيل التي قد تواجه المشروعات البلدية في المحافظة. يذكر أن مدير عام الدراسات والتصاميم في أمانة منطقة عسير المهندس علي محمد الحسنية قد أكد في بيان صحفي بتاريخ 1428/4/3 أن الأمانة اعتمدت عددا من الدراسات لتطوير تقاطعات المنطقة وتحويلها إلى سريعة وتشمل تقاطعات الحزام الدائري في مدينة أبها مع طريق السودة وإشارة الخالدية والضباب وطريق الطائف الرديف وطريق الرياض "بني مالك" وإعداد دراسات تقاطعات تقاطع الحزام الدائري مع طريق نهران وإشارة وسط البلد وإنشاء ثلاثة جسور على الأودية في أبها، وإعداد دراسات تقاطعات طريق الملك فهد أبها مع دوار القصبة ومع حي المنسك ومع حي الموظفين، وإعداد دراسات تقاطعات طريق الملك فهد في أبها طريق الاستاد الرياضي "المحالة "وتقاطع مدينة سلطان حجلا، وإعداد دراسات تقاطعات طريق الملك فهد خميس مشيط مع قرى عتود اشارة "باحص" وتقاطع المركز الحضاري "المعارض" وتقاطع شارع غرب حسام "حضن القلوص" مع توسعة الجسر القائم على وادي عتود وتنفيذ تقاطع طريق الملك فهد مع طريق الملك عبدالله "الخطوط السعودية", وإعداد دراسات تقاطعات طريق الملك خالد "المدينة العسكرية" مع شارع الملك فيصل "تقاطع السجن" وذهبان وتقاطع القاعدة الجوية وأحياء الرونة وتقاطع النقل الجماعي وتقاطع طريق الرياض مع طريق سعد بن أبي وقاص "الحملات"، وكذلك إعداد دراسات تقاطعات طريق الملك خالد بأحد رفيدة مع الصوامع والغلال ولزمة وطريق الأمير سلطان "طريق الواديين". ورغم أن تصريحات الحسنية تجاوزت مدتها ثلاث سنوات إلا أن محافظة خميس مشيط على وجه التحديد لم تشهد تنفيذ أي من تلك المشروعات.