تشهد المدينةالمنورة تسابقا سنويا نسائيا في شهر رمضان.. المتطوعات كخلية نحل لا يتوقفن عن العمل الخيري.. يحملن ما يقدمنه للصائمات، ولا يكاد ركن في شطر النساء بالحرم النبوي يخلو من وجود متطوعة تخدم الزائرات. "الوطن" رصدت خلال جولة لها على القسم النسائي بالمسجد النبوي في المدينةالمنورة أمس، حضورا لافتا للمرأة، حيث توافدت عشرات السيدات لساحة المسجد النبوي يحملن سلالا غذائية مختلفة لتقديم وجبات الإفطار للصائمات. وتتسابق مجموعة من الفتيات منذ الظهيرة في تجهيز سفر الإفطار وتوزيع عبوات التمر وعبوات ماء زمزم، بينما تقف أخريات بينهن فتيات لم يتجاوزن الثانية عشرة على رؤوس الموائد لتقديم القهوة العربية، ومجموعة أخرى تمر بين الصائمات لتوزيع المناديل الورقية، وجمع العبوات الفارغة في أكياس النفايات. وأوضحت قائدة الفريق التطوعي "لامتنا نحيا" نهلة السحيمي أن مشروع إفطار صائم يعد من المشاريع التي يقوم بها الفريق كل عام، إذ تشارك أكثر من 30 فتاة للعام الثامن على التوالي في توفير مستلزمات السفر الرمضانية في القسم للنسائي في الحرم النبوي، وتقديم وجبات الإفطار والمواد الغذائية والمشاركة في تجهيز الموائد، والإشراف عليها قبل وبعد الإفطار من خلال تجميع المواد الغذائية الجيدة والنظيفة لإعادة توزيعها بعد صلاه التراويح أو السحور وتطبيق مبدأ حفظ النعمة. وأضافت السحيمي أن عملهن يبدأ من قبيل صلاة المغرب إلى فترة السحور، إذ تقوم مجموعة أخرى من الفتيات بإحضار عبوات التمر وحافظات القهوة بالعربات من المنازل ويوزعنها على مختلف المواقع، مشيرة إلى أن السفرة تنظم سنويا منذ قرابة ثمانية أعوام وتجهز من أعضاء الفريق بمساندة من جميع المتطوعات دون وجود دعم لأي جهة حكومية أو خيرية لنشاط الفريق، ويأتي ذلك التطوع كتأصيل للعمل الخيري من الأعضاء. وأكدت السحيمي أن الفريق بجميع عضواته يشارك في السفرة الرمضانية من توزيعها وسد النواقص والتنظيف. بدورها أوضحت كوثر صالح وهي عضوة نشطة في فريق "لأمتنا نحيا" التطوعي أن هناك تفاوتا في الكثافة البشرية للمصلين والصائمين الذين تجهز لهم سفر الإفطار، ففي الأروقة والساحات الأرضية ترتفع النسبة بشكل كبير، بينما تنخفض إلى النصف تقريبا في مناطق أخرى داخل المسجد النبوي، معربة عن اعتزازها بشرف خدمة زوار المسجد النبوي، عادةً ذلك من الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله في هذا الشهر الفضيل. وأضافت صالح: لا زلت أذكر قيام الداعية أم نسيبة المغربية على سفرتنا، ودعائها لنا بأن يجزل الله لنا المثوبة وهو ما جعلنا نصر على مواصلة هذا العمل التطوعي حتى نهاية الشهر الفضيل. وتقول الطفلة خلود الحمدان إنها تحرص كل عام على خدمة الصائمات، والتعاون مع الفريق التطوعي في تقديم وجبات الإفطار للصائمات.