أشارت مصادر إخبارية إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يناقش مع الحكومة اليمنية فرض هدنة انسانية، وسط تكهنات صحفية بإعلانها قريبا. وكانت الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي اشترطت انسحاب الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من مدينتي عدن وتعز لإعلان الهدنة. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أطراف الصراع إلى وقف فوري لإطلاق النار وإعلان الهدنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال في أنحاء اليمن. بدوره، قال الاتحاد الأوروبي إنه يدعم جهود الأممالمتحدة في سبيل الوصول إلى "وقف مستدام لإطلاق النار" في اليمن، ودعا المتمردين الحوثيين إلى الالتزام بها، وأن لا يتعامل معها كما تعامل مع الهدنة الإنسانية التي أقرتها دول التحالف الذي تقوده المملكة لمدة خمسة أيام، والتزم بها، في مقابل خروقات كثيرة من جانب المتمردين. كما أعلنت الحكومة الألمانية رفع حجم معوناتها إلى اليمن التي تشهد حربا أهلية بمقدار مليون يورو. وقال مسؤول ملف حقوق الإنسان بالحكومة الألمانية، كريستوف شتريسر، في برلين: "حجم المعاناة الإنسانية هناك أمر لا يمكن تصوره". وأكد شتريسر أنه "يتعين الآن تأمين دخول المؤسسات الإنسانية إلى جميع مناطق اليمن بصورة عاجلة، حتى يمكن إيصال المساعدات إلى أماكن احتياجها"، وبهذا يرتفع حجم الأموال التي قدمتها وزارة الخارجية الألمانية إلى اليمن خلال العام الجاري إلى 5.8 ملايين يورو. في غضون ذلك، قال مصدر يمني، رفض الكشف عن هويته، إن الانقلابيين يحتجزون 24 قاطرة محملة بمئات الأطنان من المواد الغذائية والطبية بصنعاء. وأشار المصدر إلى أن ميليشيا الحوثي تحتجز قاطرات مخصصة لمحافظات تعز، وعدن، ولحج كمساعدات إغاثية وصلت اليمن، وتحتفظ بها في المدينة الرياضية بالعاصمة صنعاء منذ أكثر من عشرة أيام. واتهم المصدر بعض الشخصيات العاملة ضمن جهود الأممالمتحدة بالتواطؤ مع الحوثيين، والسكوت عن ممارساتهم، وما يقومون به من استيلاء على المساعدات التي تصل اليمن على شكل معونات غذائية وإغاثية، مؤكدا أن كل ذلك يتم بعلمهم، كما أن الأممالمتحدة لم تصدر حتى بيانا أو تعلق على منع الحوثيين وعرقلتهم وصول تلك المساعدات. وتشهد محافظات تعز، وعدن، ولحج وضعا معيشيا وإنسانيا كارثيا، في ظل استمرار الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي والمخلوع وتردي الوضع الصحي، وانتشار الأوبئة والأمراض القاتلة كحمى الضنك. وانتقدت أطراف عدة أداء الأممالمتحدة خلال الفترة الراهنة خاصة فيما يتعلق بالجانب الإنساني. وكان وزير النقل اليمني بدر محمد باسلمة وجه انتقادات لبعثة المنظمة الدولية، واستهجن طريقة عملها، مبينا أن لديها بيانات مغلوطة عن الوضع في اليمن، متسائلاًعن موقفها إزاء عرقلة ميليشيات الحوثي وصالح للبواخر التي تحمل علم المنظمة الدولية من الوصول إلى الموانئ اليمنية. واعتادت ميليشيات الحوثيين المتمردة الاستيلاء على سفن الإغاثة والشاحنات التي تحمل مساعدات للمدنيين في اليمن، حيث تحول هذه المساعدات لمنفعتها الخاصة، أو يقوم بعض أتباعها ببيعها في السوق السوداء. وكانت الحكومة اليمنية الشرعية قد انتقدت تركيز قوافل الإغاثة على الوصول إلى مناطق محددة وحرمان بقية أجزاء البلاد. واضطرت بعض السفن لتغيير سيرها من ميناء عدن ورست في موانئ أخرى مثل الحديدة، نظرا لسيطرة المتمردين على الميناء. وقد وجدت هذه الخطوة انتقادات حادة من المجتمع الدولي، حيث شجبت دول عديدة هذه الخطوة، مشيرة إلى أنها تعرض المدنيين في بقية مناطق اليمن إلى الهلاك.