حمل التحالف العربي بقيادة المملكة أمس الاثنين المتمردين الحوثيين مسؤولية استئنافه الغارات الجوية في اليمن، بعد اتهامهم باستغلال الهدنة لتعزيز قواتهم. ويهدد عدم تجديد الهدنة التي استمرت خمسة ايام بتعقيد توزيع المساعدات الاغاثية على اليمنيين الذين يواجهون اوضاعا بالغة الصعوبة. وبررت التحالف استئناف الضربات الجوية ب»انتهاك الهدنة» من قبل الحوثيين، الجماعة التي تلقى دعم ايران وتسيطر على صنعاء وجزءا من اراضي اليمن. وقال المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري «لم يحترموا الهدنة الانسانية، لذلك نقوم بما يجب القيام به» مشددا على أن"القصف مستمر حتى استسلام الحوثيين بشكل كامل وإعادة الشرعية". فيما التقى الرئيس اليمني أمس سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن بتيناموشايت. وتم خلال اللقاء بحث سبل حل الأزمة اليمنية استنادا الى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني وقرارات مجلس الامن. بينما أكد جون راثكي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية امس أن دول التحالف مارست ضبطا للنفس خلال الهدنة، وذلك على الرغم من القصف الحوثي المستمر للاراضي السعودية، مؤكدا ان الحوثيين هم من يتحملون مسؤولية عدم تمديد الهدنة. وأوضح وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير أن دول التحالف أكدت خلال الفترة الماضية التزامها بالهدنة الإنسانية في اليمن انطلاقا من حرصها على مساعدة الشعب اليمني الشقيق والتخفيف من معاناته الإنسانية، مؤكدا أن التحالف بذل جهدا حثيثا في سبيل إيصال المساعدات في وقت قياسي جوا وبحرا، والتعاون مع جميع المنظمات الإغاثية الدولية. وعبر الجبير عن أسف دول التحالف الشديد لعدم تحقيق الهدنة لأهدافها الإنسانية التي وجدت من أجلها، وذلك بسبب استيلاء الحوثيين وحلفائهم على المواد الغذائية والدوائية والوقود ومنع إيصالها للشعب اليمني. وأضاف الجبيرإن التزام دول التحالف بالهدنة مرهون بعدم انتهاكها من قبل الطرف الآخر، وأن التحالف سوف يرد وبكل قوة وحزم في حال استمرار انتهاك الهدنة، ومنع وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، أو الاستمرار في التحركات العسكرية العدوانية لمليشيا الحوثي والقوات الموالية لها. فيما قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبد الله إن التحالف العسكري العربي بقيادة المملكة استأنف غاراته على اليمن الاثنين بعد أن أوقفها خمسة أيام لأغراض إنسانية، مشيرا إلى أن الحوثيين وحلفاءهم انتهكوا الهدنة. وقال عبد الله في اتصال هاتفي إن التحالف لا ينظر حاليا في أي عرض لوقف إطلاق النار رغم مناشدة من الأممالمتحدة لتمديد الهدنة. وأضاف إن الغارات الجوية الجديدة ستتجنب مطار صنعاء وميناءي عدن والحديدة لإفساح المجال أمام وصول المساعدات. وكان الجبير استقبل بمقر الوزارة امس وزير الخارجية اليمني رياض ياسين والوفد المرافق له. وجرى خلال الاستقبال مناقشة آخر المستجدات والقضايا على الساحة اليمنية. واستهدفت غارة اولى مبنى القصر الرئاسي في عدن فيما استهدفت غارة ثانية موقعا لقوات الامن الخاصة الموالية للرئيس السابق علي عبدالله الصالح المتحالف مع الحوثيين. وكانت تلك اولى الغارات التي تسجل في اليمن بعد انتهاء سريان الهدنة عند الساعة 20,00 تغ، وتبعتها خلال الليل الغارات الاخرى. وبدأت الهدنة مساء الثلاثاء بمبادرة من المملكة التي تقود تحالفا عربيا شن منذ 26 مارس حملة جوية ضد المتمردين الذين يواجهون على الارض ايضا انصار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي لجأ الى السعودية. وقال الناطق باسم التحالف «هذه الجماعة المسلحة لم توقف معاركها. وواصلت مهاجمة الحدود ومهاجمة مدن في اليمن»، مؤكدا حصول تغير ميداني كبير خلال الهدنة. وردا على سؤال حول احتمال اقرار هدنة اخرى اكد ان المفاوضات ينبغي ان تجري «بين طرفين»، مشيرا الى ان «المليشيات الحوثية رفضت جميع المحاولات في السابق لإيجاد هدنة» منذ صدور قرار مجلس الامن الدولي 2216 في 15 ابريل. وقال العميد أحمد عسيري إن الهدنة كانت نتائجها سلبية على المواطن اليمني، والمساعدات لم تصل إلى المواطن بسبب ممارسات الحوثي. وأضاف «ولهذا التصرف، استأنفنا قصف المليشيات التي استغلت الهدنة لدخول لودر اليمنية». مشيراً إلى أن مليشيات الحوثي وصالح نقلت صواريخ لاستهداف السعودية. وأكد عسيري بالقول «سنعمل على تحييد صواريخ تكتيكية نقلها الحوثي شمال صنعاء». وقال المتحدث الرسمي إنه تم تسليم جثة الطيار المغربي إلى الصليب الأحمر بجهود سعودية- مغربية. من جهة اخرى، أعلن مصدر عسكري يمني عن البدء بتشكيل ألوية عسكرية جديدة، ودعوة الوحدات العسكرية المؤيدة للشرعية إلى الانضمام إلى التشكيلات الجديدة. وأفادت مصادر صحافية من جهتها بأن مئات الجنود والضباط وصلوا إلى المنطقة الشرقية أيضاً للبدء في تشكيل ألوية عسكرية جديدة. وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع وصول رئيس أركان الجيش اليمني محمد علي المقدشي إلى منطقة العبر في محافظة حضرموت شرق اليمن. فيما أوضح المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رأفت الصباغ أنه تم السماح لعدة بواخر وسفن محمّلة بالوقود والمواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية والطبية لدخول موانئ اليمن. وأبان الصباغ في تصريح صحفي أمس أنه تم السماح للبواخر والسفن بدخول الموانئ، وذلك بالتنسيق مع خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية بوزارة الدفاع، حيث تم لباخرة (Sis star) من كوك ابلند الأممالمتحدة، وتحمل «ديزل» في براميل قادمة من جيبوتي، متوجهة لميناء الحديدة، وكذلك سفينة (risa) الليبيرية، وتحمل «جازولين» سائلاً بحمولة وزنها 23.115.235 طنًّا متريًّا قادمة من صحار عمان لميناء الحديدة.