أكد نقاد ومسرحيون أن نص مسرحية "بدل فاقد" التي عرضت أول من أمس ضمن مهرجان "ليالي هجر" المسرحية للشباب بالأحساء، يفوق إمكانات المخرج ماجد السيهاتي، ويتطلب قدرات إخراجية وتمثيلية عالية، وأن كاتب النص المؤلف عبدالباقي البخيت لم يقم بدوره بشكل صحيح في إيصال وتبسيط فكرة النص للمخرج. وأشار مدير فرع الجمعية في الأحساء المسرحي السعودي علي الغوينم في الجلسة النقدية التي تلت المسرحية إلى أن الإضاءة خانت طاقم العمل في كثير من المشاهد، ولم يكن التعامل معها بصورة مقبولة ولم توضح كثيرا من ملامح الوجه للممثلين ما أخفى كثيرا من تعبيرات الوجوه، منتقدا الهروب في بعض المشاهد إلى نهايات مأسوية كارتكاب جرائم وغيرها، وكان يجب ألا يلجأ إليها المخرج لإنهاء المشاهد باعتبار كثرة المفاجآت في النص تضعفه. وأكد الغوينم أن ديكور المسرحية رغم ضخامته وإحساس الجمهور بأن هناك عمل مسرحي كبير، إلا أنه لم يوظف جيدا في خدمة النص والمشاهد في المسرحية، وأنه أصبح عبئا على طاقم العمل وأسهم في تحجيم تحركات الممثلين داخل المسرح، وأخذ الممثلون بسببه تحركا واحدا، مشددا على أن طاقم المسرحية خيب ظن الجمهور، إذ إن الجمهور في أول دخوله إلى القاعة شاهد تصميم الديكور ممتدا إلى الصفوف الأولى من المقاعد، وكان يتوقع أنه سيكون شريكا في المسرحية إلا أنه للأسف المخرج وطاقم العمل وضعوا الجمهور بمعزل عن الديكور الذي وصل إليهم ولم يستغل هذا الديكور في الربط بين الجمهور والمسرحية، لافتا إلى أن الجميع كان يظن أنهم جزء من المقبرة بفعل هذا الديكور طبقا للمدرسة "البرختية"، وسيسهم في رفع وتيرة إشغال القاعة إلا أن ذلك لم يحدث طوال مشاهد المسرحية. وقال "إن نص المسرحية نص أدبي مختلط بين اللغتين الشعرية والنثرية ويرجع ذلك إلى طبيعة كاتب النص وهو شاعر، و أداء الممثلين متشابه في كثير من الأحيان ولم يشاهد أي تميز بين الممثلين سوى في شخصية "جلهوم". وذكر أن المسرحية لم تكن كما كان متوقعا لها، وأنها جعلت من المقبرة مكانا لنقيضين هما الحزن والسعادة، وتضارب في شخصية الحارس "حفار القبور" من خلال مشاهد المجرم وفي أحيان أخرى الشخص الواعظ والحكيم، مستغربا من بعض مشاهد المسرحية إذ لم تكن هناك قناعات بصحتها مستشهدا في ذلك بمشهد الثلاثة الذين دخلوا المقبرة وكانوا قريبين من حارس المقبرة وكانت حواراتهم كثيرة وقريبة وعالية إلا أن حارس المقبرة لم يشاهدهم إلا في وقت متأخر. وذكر مدير الجلسة محمد الرويشد أن استطلاع رأي الجمهور في نهاية العرض جاءت بالإشادة بأعمال الديكور والسنوغرافيا وإدخال مسرح الظل وإضاءة القبور التي كانت توحي بأن الجمهور في المقبرة، وأن العمل بوجه عام جيد، وطالبوا بإعادتها من جديد وتكون بتأني أكثر، لإيصال فكرة النص بطريقة أكثر وضوحا. وبدوره، أشار المؤلف إلى أن فترة التدريب للممثلين عشرة أيام وهي مدة زمنية قصيرة جدا وغير كافية وتزامنت أيام التدريب مع ظروف اختبارات نهاية العام الدراسي علاوة على استبدال ممثلين بآخرين، والتجربة الجديدة للممثلين، وأن اجتماع هذه الأمور وراء التأثير السلبي على العرض. وأكد مخرج المسرحية ماجد السيهاتي خلال الجلسة النقدية أنه إذا أتيحت الفرصة للعرض مرة أخرى فسيتجاوز كثيرا من الأخطاء.