أطلقت فعاليات "رمضاننا كدا2" أول من أمس، أولى برامجها الثقافية، ضمن فعالية الصالون الثقافي، في بيت باعشن، أحد أشهر بيوت جدة التاريخية. لقاءات الصالون الثقافي تستضيف ضيفا في كل ليلة، من الكُتاب والأدباء الشباب، وكان فارس اللقاء الأول الروائي محمد حسن علوان، صاحب رواية "القندس" التي وصلت للقائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" 2013م. وسرد علوان صاحب روايات "سقف الكفاية" أولى رواياته، و"صوفيا" و"طوق الطهارة"، عن بداياته في الكتابة وتجربته مع كتابة المقالة الصحفية، وتجربة "القندس" ووصولها إلى قائمة البوكر القصيرة. كما تحدث عن كتابه "الرحيل: نظرياته والعوامل المؤثرة فيه". إلى ذلك يستضيف الصالون الثلاثاء المقبل الناقد والباحث في التاريخ الثقافي حسين بافقيه، في حوار مفتوح حول تجربته البحثية والكتابية، وسيكون محور الحديث بحسب بافقيه كتابه "العيش في الكتابة"، الذي خصصه عن المفكر والكاتب السعودي الراحل عبدالله عبد الجبار "1919 -2011" الذي تعده الدراسات التاريخية أول ناقد سعودي اعتمد المنهجية في كتاباته، بالإشارة إلى كتابه / المرجع "التيارات الأدبية في قلب الجزيرة العربية". بافقيه أكد ل "الوطن" أن التقائه بالشبان عبر صالون مهرجان "رمضاننا كدا" للحديث عن كتابه "العيش في الكتابة" الصادر في بيروت عن دار المؤلف، يمثل فرصة رائعة لتقديم عبدالجبار للأجيال الجديدة، والتعريف به كرمز مهم من رموز الكتابة والفكر والثقافة في السعودية. و قال: سعيت من خلال الكتاب إلى إضاءة الموقف من اتجاه عبدالجبار ورؤيته للكتابة والفن والحياة، متوقفا عند اتجاهاته الأدبية. وحول اللغط الذي كانت قد أثارته بعض الكتابات إبان عزلة عبد الجبار الاختيارية في منزله وانصرافه عن الناس، حول ما إذا كان ميالا للشيوعية، ذكر بافقيه: "إذا رمنا البحث في كتب عبد الجبار، وغالبها نتاج ذلك العهد، فلن نجد لأفكار اليسار، ولا لمنتحلي الشيوعية أثرا بيناً، وأكبر الظن أن عبدالجبار اجتوى أفكارهم، وأعرض عنها، وكان أديبا وناقدا "إنسانيا"، على نحو ما كان عليه محمد مندور، ومصطفى عبداللطيف السحرتي، ولويس عوض، وعبدالقادر القط، وأنور المعداوي من النقاد الواقعيين. "هو كتاب أودعته صوب عقلي وثمرة اجتهادي، وأنفقت في صوغه وتأليفه أجمل سنوات العمر، وكان رجائي أن أتعلم وأفهم، وأن أجلو شيئا من حياة عبدالله عبد الجبار ونقده، ما وسعني الحول والجهد". ويوضح بافقيه أسباب اختياره هذا العنوان المستوحى من مقولة "تصبح الكتابة لمن لم يعد له وطن مكانا للعيش".. بحسب ما كان يقوله ثيودور أدورنو الذي يعده إدوارد سعيد الضمير الفكري المهيمن لمنتصف القرن العشرين، وقد أمضى سنوات في أميركا وسمته بعلامات المنفى إلى الأبد: اخترت "العيش" في الكتابة عنوانا قاصدا به بعض ما عناه أدورنو، حين جعل الكتابة وطنا يعيش في الغريب والمنفى، ولقد عاش عبدالجبار زهرة العمر نائيا عن وطنه، فعاش في الكتابة واتخذها وطنا.