يشعر الطلاب السعوديون المبتعثون في الخارج، بالحنين إلى وطنهم، خصوصا في شهر رمضان الذي يتسم بروحانية خاصة بقرب الأماكن المقدسة، بيد أنهم يحاولون من التخفيف من آلام الغربة من خلال تنظيم التجمعات فيما بينهم على موائد الإفطار والسحور وتجاذب أطراف الحديث عن الوطن والتعليم وغيرها من الشؤون الحياتية. وأوضح المبتعث إلى اليابان الدكتور نزار محمد سالم بريك أنهم يستقبلون رمضان في مدينة سينداي بفرح ممزوج بحزن لفراقهم ذويهم ووطنهم، ملمحا إلى أنهم يتغلبون عن آلام الغربة بالتجمع وتناول وجبتي الإفطار والسحور، مبينا أنهم يتجاذبون على الموائد أطراف الحديث عن الوطن وقضاء رمضان فيه وزيارتهم إلى الأماكن المقدسة ما يخفف عليهم من هموم البعد. وذكر بريك الذي يدرس طب عصب الأسنان في جامعة توهوكو أن اليابانيين خصوصا في مدينة سيندي كانوا في بادئ الأمر لايعرفون رمضان والعبادات التي نمارسها فيه، بيد أن الصورة بدأت تتضح لهم شيئا فشيئا عن الشهر الكريم، موضحا أن رمضان باللغة اليابانية يسمى «دانجيكي». وبين أنهم بدأوا يعرفونهم برمضان من خلال المحاضرات التي يقدمونها عنه، مشيرا إلى أنهم بدأوا يعلمونهم كيفية الصوم. وقال:«أصبحنا نصطحب اليابانيين إلى المسجد ليتعرفوا على أجواء رمضان، وبات المسلمون يعرفونهم على الأطعمة التي يتناولونها في أوطانهم الأصلية»، لافتا إلى أنهم يبدأون يومهم في رمضان مثل اليابانيين بالعمل، وبعدها يقرأون القرآن، ثم الاجتماع في مسجد سينداي. وذكر الدكتور بريك أن طريقة الإفطار تكون بجدول يجهز قبل رمضان بحيث يكون اليوم الأول على البنغاليين، واليوم الثاني على الباكستانيين ويليهم الإندونيسيون ثم الماليزيون والأتراك والهنود والعرب. وأفاد أن الحضور لا يقتصر على المسلمين بل من كل دول العالم، بحيث كل جالية تعرف بأنواع الماكولات التي يتناولونها في بلدهم، ثم يصلون المغرب و بعده العشاء والتراويح، معتبرا التجمع الإسلامي يهون عليهم آلام الغربة لما يسوده من محبة وأخوة. واستدرك قائلا: «لكن مهما عشنا من أجواء حميمية في الغربة، فإنها لا تنسينا الروحانية التي نجدها في المملكة، فنعيش في شوق دائم للأطعمة الرمضانية السعودية مثل السمبوسة والشربة والكبسة وغيرها من المأكولات».