يعجز المبتعثون إلى أميركا عن الذهاب إلى أماكن ترفيهية في شهر رمضان، خصوصا في أوقات الفراغ، ما دفع كثيرا من الأندية الطلابية هناك إلى تنظيم عدد من الفعاليات لاستقطاب الطلاب والترويح عنهم، خصوصا في أوقات الإجازة الرسمية. يقول المبتعث في العاصمة الأميركية واشنطن عبدالرحمن الفيفي إن "المبتعثين لهم أجران، أجر طلب العلم، وأجر الصيام، وفي رمضان كغيرنا في هذه الدول، نصحو مبكرا، لننطلق إلى مواقع العمل أو قاعات الدراسة بكامل طاقتنا التي يجب أن نحافظ عليها طوال النهار، لأن الأعذار لا تجدي نفعا في هذه الدول التي تستهلك وقود عقولنا ذهابا وعودة على طريق طويل وشاق من الشروق إلى الغروب يوميا". وأضاف: "بانتهائي من أداء صلاة المغرب تكون زوجتي الحبيبة قد أعدت عددا من الأكلات السعودية بمقاديرها وسماتها الأصلية، وإن كانت تعد في الغربة بنكهات متعددة، ورغم السفر والتعرف على ثقافات متعددة في الأكل، ما زلت أحتفظ بشهيتي السعودية التي لا تغيرها السنون، ولا يبدلها بعد المكان". أما رئيس النادي السعودي بجامعة روبرت موريس في ولاية بنسلفينيا، المبتعث خالد القحيص الشمري يقول: "نواجه كمبتعثين كثيرا من الظروف الجميلة والصعبة التي تزيدنا صبرا ومعرفة وخبرة، ويعد شهر رمضان المبارك من الأشهر الصعبة في حياتنا، خصوصا لطلبة اللغة لطول فترة الصيام، وضغط الدراسة، وافتقاد جمعات الأهل والأحبة". وعن دور النادي السعودي خلال شهر رمضان، يقول: "للتخفيف عن المبتعثين في رمضان سنقوم بتنظيم إفطار جماعي طوال أيام الشهر، ليزيد الترابط بيننا، كما حجزنا قاعة لأداء صلاة العشاء والتراويح داخل الحرم الجامعي، لنخفف على زملائنا عناء الذهاب إلى المساجد البعيدة، وتم التنسيق مع عدد من الأئمة بالمدينة لهذا الغرض". ولرئيس النادي السعودي في جامعة "نياجر" بنيويورك سلطان الرسلاني تجربة، يرويها قائلا: "قضيت في أميركا ثلاث سنوات متواصلة، ولكن آخرها كان أفضلها؛ وذلك لتعرفي على مسجد كبير بجوار مدينتي تواصلت خلاله بشكل أعمق مع مجموعة من المبتعثين السعوديين، وبعض إخواننا العرب". وأضاف "كان من أبرز نشاطاتنا في ذلك الشهر المبارك؛ تنظيم إفطار رمضاني، بحيث نتناول وجبة الإفطار كل يوم لدى أحد الأصدقاء، وذلك لنيل أجر تفطير الصائم، والتواصل والتعارف والتراحم، وبعدها نؤدي صلاة المغرب جماعة، ونجلس بينها وبين صلاة العشاء جلسة أخوية قصيرة، نتبادل خلالها الأدعية والذكر، وأحاديث السمر، كما نتحدث عن خبرات حياتنا وتجاربها وغير ذلك". وشدد الرسلاني على دور الأندية الطلابية السعودية خلال شهر رمضان المبارك وأضاف: "نصيحتي لكل مبتعث أن يتواصل مع إخوانه المبتعثين، أو مع أي إدارة ناد سعودي قريب منه؛ لأن ذلك ربما يخفف عليه ألم وصعوبة ظروف شهر رمضان الكريم في ديار الغربة".