تجتمع العائلات السعودية في الخارج على الإفطار في شهر رمضان، في عادة سنوية درجت عليها لتعزيز الترابط وتوطيد الألفة والعيش في أجواء رمضانية، تخفف من عناء الغربة بعيدا عن الوطن والأهل. ويصف فيصل الشهري المبتعث في جامعة مانشستر في مرحلة الدكتوراه إفطار رمضان بالجميل في بلاد الغربة، إذ غالبا ما يكون مشتركا مع الجيران، وسط لقاءات اجتماعية تعقد في إجازة نهاية الأسبوع، مع ممارسة بعض الأنشطة الرياضية أو الخروج مع العائلة. ويؤكد الشهري أن أسرته لها الفضل في دعمه خلال شهر رمضان، حيث أنسته وأزالت عنه هموم الغربة والبعد عن الوطن، خصوصا إذا كان هناك لقاءات متعددة تجمع العائلات السعودية. وبين أوجه الاختلاف بين الصوم في المملكة وفي الخارج، حيث يفتقد الصائم في الخارج إلى بعض الأجواء الروحانية التي نشأ عليها في وطنه، والتي تشجعه على الإقبال نحو المزيد من الطاعة، والتواصل والتراحم بين المسلمين. وحول الجدول اليومي هناك، يقول فهد مشهور إن يومه يبدأ من التاسعة صباحا في المكتبة الجامعية، ثم يعود إلى المنزل للصلاة وقراءة القرآن، وحتى ساعة الإفطار مع بعض الأسر، حيث يجد بعد عودته كل رغباته، وهو في أشد الحاجة إلى المساندة الأسرية خصوصا بعد مرحلة تعلم اللغة، إذ يهيئ ذلك للمبتعث الشعور بالاطمئنان والراحة. وأوضح مشهور أن في الغربة اختلافا كبيرا من حيث الأجواء الروحانية، خصوصا إذا استذكر سماع صوت الأذان يصدح في كل النواحي في المملكة، وقال «مع هذا، نحاول كجالية إسلامية وسعودية الاجتماع أسبوعيا، لنعيش أجواء رمضانية في منزل أحد الجيران». ولفت المبتعث في مرحلة الدكتوراه منصور الطويلعي إلى طول النهار في بريطانيا، واعتبر أن ذلك يشكل تحديا صعبا أمام الصائمين، سيما مع تزامن رمضان مع فصل الصيف، وسط تعدد المهام بين المكتبة الجامعية والمعامل والمختبرات وقاعات الدراسة. ويؤكد الطويلعي محاولته التوفيق ما بين قراءة القرآن والتفرغ لساعات للعبادة، وتلبية احتياجات الأسرة، والتي تتحمل العبء الأكبر في مساندة المبتعث، والوقوف بجانبه في هذه المرحلة من الحياة، منوها بما يحمله تجمع أسر السعوديين في رمضان، من الترابط على سفرة إفطار واحدة، وأداء صلاة العشاء والتراويح جماعة. وأضاف بشير الشمري أن المبتعث يقضي يومه في رمضان صائما محتسبا الأجر من الله رغم طول النهار، فهو يقضي ساعات في الدراسة وساعات في العبادة وقراءة القرآن، وساعات لزيارة الأصدقاء والجيران، مؤكدا وقع الإفطار الجماعي بين الأسر السعودية على إراحة نفسية المبتعثين. في المقابل، يوضح عثمان القحطاني أن المبتعث في مانشستر يقضي يومه كبقية الأيام التي اعتادها في وطنه، ناهيك عن الوحدة والاعتماد المطلق على الذات طوال اليوم، والاكتفاء بوسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الأجهزة الكفية للتواصل مع ا?هل وا?قارب وا?صدقاء، وقال «مما يميز الصيام في الغربة، اجتماع العائلات السعودية، وتبادل الزيارات، حيث تلطف من وطأة الاغتراب على المبتعث وأسرته».