رغم ظروف التوقيت الصعبة في أستراليا التي تضارب أوقات الدوام مع السحور الرمضاني، إلا أن المبتعثين السعوديين يصرون على التمسك ببركة السحور، وفق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن في السحور بركة». إلا أن ما يعانيه المبتعثون والعرب عموما، هو اختلاف الثقافات في هذا الشهر. ويقول المبتعث ريان عبدالرحمن الثبيتي (طالب تقنية معلومات): رمضان في بلد الابتعاث لا يفرق عن الأشهر الأخرى ولا أشعر بروحانية رمضان وأن هنالك أشياء كثيرة تجرح صيامنا كمبتعثين، ألا وهي عادات وتقاليد البلد الذي نحن مبتعثون إليه بالنسبة للسحور. وأضاف نبدأ السحور على الساعة 3 فجرا مع أصدقائنا العرب من البلدان الشقيقة مثل السودان والعراق في البيت ونصلي الفجر وبعد ذلك كل يذهب إلى بيته، على أن نلتقي في تمام الساعة الرابعة عصرا لكي نتساعد في تحضير الفطور، وعن الوجبات قال: لا شك أن الكبسة هي المسيطرة في السحور وأقوم بإعدادها بنفسي وأحيانا تكون باللحم ولكن غالبا بالدجاج بسبب غلاء المعيشة في استراليا، وسبق وأن جربت الأكلة السودانية الشهيرة (الدمعة). وعن تأثير وقت السحور على الدراسة قال الثبيتي: رغم أن الدراسة ستبدأ بعد أسبوع من الآن، إلا أن في السنوات الماضية لم يؤثر وقت السحور على دراستنا أو بالأصح لم نتأخر عن المحاضرات بسبب أن هناك وقتا كافيا لأخذ غفوة بعد صلاة الفجر إلى وقت المحاضرات التي تبدأ الساعة التاسعة صباحا، وكذلك الصيام لم يؤثر على تحصيلنا العلمي بل أحيانا أحصل على أفضل الدرجات في هذا الشهر المبارك. أما المبتعث سليمان ذعار القحطاني فقد قال: شعورنا كطلاب سعوديين مبتعثين إلى استراليا، بالحنين إلى وطننا، خصوصا في شهر رمضان الذي يتسم بروحانية خاصة بقرب الأهل والأقارب وسماع صوت الأذان والكل يشاركنا الصيام بعكس الدول الأجنبية لتعدد الديانات، بيد أننا نحاول تخفيف آلام الغربة من خلال تنظيم التجمعات فيما بيننا على موائد الإفطار والسحور وتجاذب أطراف الحديث عن الوطن والتعليم وغيرهما من شؤون الحياة والتسلي ببعض أدوات الترفيه. إن رمضان شهر كريم يمتاز بروحانيته وهذا ما نفتقده في دولة الابتعاث، ولكن بالنسبة لنا ما زلنا نشعر بألم الغربة وخاصة في هذا الشهر الكريم، ولكن بفضل الله أصبح تكاتف وتلاحم المبتعثين والمبتعثات السعوديين الملاذ الذي يخفف عنا شعورنا، وبجهود إدارة النادي السعودي لكل منطقة، حيث يقومون كل عام بوضع جدول لأماكن الإفطار الجماعي لكافة السعوديين مع مختلف الجاليات الإسلامية، بحيث يقام الفطور والسحور بمشاركة إخواننا المبتعثين. كما تحدث طالب الماجستير المهندس المبتعث طائل فالح العتيبي حيث قال: وقت السحور في بلد الابتعاث استراليا يبدأ في تمام الساعة الرابعة صباحا الى وقت أذان الفجر الساعة الخامسة والنصف تقريبا، ورغم انشغالنا بالدراسة الا انها لا تؤثر علينا في موعد السحور فقد تعودنا على تناول العشاء بعد صلاة التراويح ومن ثم ننام الى وقت السحور وبعد صلاة الفجر ننام إلى وقت الجامعة.