في وقت تواصلت هزائم قوات نظام بشار الأسد أمام فصائل المعارضة في عدد من المناطق، ووسط أنباء عن إحجام الشباب السوري عن الالتحاق بالتجنيد وتناقص أعداد قوات الأسد، شهدت الساحة السياسية السورية تطورا جديدا يزيد من الخناق حول النظام، بعدما دعا مبعوث الأممالمتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، الأسد إلى الرحيل عن السلطة، مطالبا واشنطن بالضغط عسكريا باتجاه تحقيق ذلك. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن دي ميستورا خلال لقاء عقده الجمعة الماضي مع معارضين سوريين في جنيف، تشديده على ضرورة رحيل الأسد لفتح الطريق أمام أي تسوية سياسية في سورية. من جانبها، أكدت رئيسة منظمة "متحدون من أجل سورية"، المحامية منى الجندي التي حضرت لقاء جنيف، تطور موقف دي ميستورا من دعم الأسد إلى مطالبته بالرحيل، لافتة إلى أن الأسد لن يرحل دون ضغط عسكري. وكانت فصائل المعارضة حققت خلال اليومين الماضيين تقدما واضحا في بعض المناطق، واقتربت من تخوم محافظتي حماة واللاذقية، وقالت مصادر إن ثلاثين عنصرا من قوات الأسد بينهم سبعة من الحرس الثوري الإيراني قتلوا في معارك جرت أول من أمس، على الجهة الشرقية لقمة النبي يونس بريف اللاذقية، غربي سورية. وأوضح القائد الميداني في الجيش الحر محيي الدين، أن قوات النظام والميليشيات الداعمة له "استماتت" في محاولة سحب جثث القتلى الإيرانيين السبعة، وأحدهم ضابط "كي لا تقع في أيدي الثوار، مؤكدا أن الثوار قتلوا عناصر آخرين خلال سحبهم جثث القتلى. جاء ذلك، خلال هجوم شنته فصائل من المعارضة السورية المسلحة على تل "السيرياتل" في قرية جب الأحمر القريبة من قمة النبي يونس بجبل الأكراد صباح أمس، وتمكنت من السيطرة عليه بعد معارك متقطعة مع قوات النظام والحرس الثوري الإيراني استمرت ثلاثة أيام. وتزامنت سيطرة الثوار على التل مع تقدم فصائل إدلب باتجاه ريف اللاذقية، بعد سيطرتها الكاملة أمس على طريق أريحا جسر الشغور، إذ طردت قوات النظام من آخر معاقله في غرب محافظة إدلب في قرى بسنقول والقياسات ومحمبل وفريكة. يأتي ذلك، فيما أكدت معلومات أن مئات عدة من عناصر الحرس الثوري الإيراني تمركزت في ريف اللاذقية خوفا من تقدم الثوار باتجاه معاقل النظام، بالتزامن مع زيارة القائد في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلى الجبهة الأسبوع الماضي. على صعيد آخر، شن التحالف الدولي أربع ضربات جوية ليلا ضد مواقع لتنظيم داعش في شمال سورية تزامنت للمرة الأولى مع خوض التنظيم اشتباكات ضد فصائل المعارضة ، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بريد إلكتروني أمس، إن "طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي نفذت بعد منتصف ليل أول من أمس، أربع ضربات استهدفت نقاط تمركز تنظيم داعش في بلدة صوران أعزاز، إذ تدور اشتباكات بين عناصر التنظيم من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى". وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في تصريحات صحفية "إنها المرة الأولى التي يدعم التحالف الدولي معارضة غير كردية في اشتباكات ضد مقاتلي تنظيم داعش". من ناحية ثانية، تواصلت الاشتباكات أمس، بين قوات النظام وتنظيم داعش في مدينة الحسكة، والذي يسعى التنظيم إلى السيطرة عليها لأهميتها الاستراتيجية، ولأنها تربط بين المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في كل من سورية والعراق.