في خطوات متسارعة تترجم انتصارات الثوار من فصائل المعارضة السورية ضد قوات نظام بشار الأسد، وبعد مكاسب حققها الثوار على مدى أسابيع في شمال غرب البلاد، خاضت فصائل المعارضة أمس قتالا عنيفا ضد قوات النظام في محافظة اللاذقية في مناطق قريبة من مسقط رأس عائلة الأسد، ومعقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها. وكانت قوات الأسد بدأت في الانهيار عقب الضربات المتتالية لفصائل المعارضة في جنوب وشمال سورية، حيث تم تحرير مدن استراتيجية في درعا من بينها "بصرى الشام"، وكذلك مدينتي إدلب وجسر الشغور ومعسكر القرميد خلال فترة قياسية، فيما سعى مقاتلو المعارضة إلى نقل معركتهم قرب المناطق الساحلية في اللاذقية باعتبارها الميناء الرئيس في سورية، فضلا عن كونها - إلى جانب العاصمة دمشق - من أهم المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام. وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الاشتباكات جرت بعد تقدم فصائل المعارضة في محافظة إدلب المجاورة للاذقية، وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن معارك اللاذقية بدأت بهجوم شنته قوات الأسد بالتحالف مع ميليشيات محلية بغرض طرد فصائل المعارضة من المحافظة حتى تتمكن قوات النظام من التقدم واستعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في إدلب، لافتا إلى أن خمسة على الأقل من قوات المعارضة قتلوا وعددا غير معروف من الجانب الموالي للنظام، ومبينا أن قوات النظام تريد تأمين الوادي والقمم الجبلية حتى تتقدم صوب بلدة جسر الشغور التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة إدلب قبل أسبوع. وفي سياق متصل، قال مصدران بقوات المعارضة إن القتال في اللاذقية دار قرب جبل الأكراد بالقرب من أعلى القمم الجبلية في سورية - ومن بينها النبي يونس- التي تطل على قرى علوية وقريبة من القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد، فيما أشار قائد ميداني بفصيل معارض بإدلب إلى أن "الاستيلاء على القمم الجبلية سيجعل القرى العلوية في مرمى نيراننا". من ناحية ثانية، نفذ أحد عناصر المعارضة أمس عملية انتحارية داخل المستشفى الوطني بريف جسر الشغور بريف إدلب الذي يتحصن فيه عدد من قوات الأسد. وأفاد ناشطون بأن اشتباكات دارت في المستشفى بعد تنفيذ العملية من الجهة الغربية الجنوبية، الذي تتحصن به قيادات عسكرية، وأكثر من 250 عنصراً لقوات النظام لم يستطيعوا الفرار أثناء انسحاب قوات الأسد تحت ضربات الثوار، بالتزامن مع تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات حول المستشفى بصواريخ فراغية. ورفض هؤلاء العناصر تسليم أنفسهم ما يؤكد وجود ضباط من رتب عالية بينهم. في الأثناء، أردى الثوار عشرات العناصر من تنظيم داعش قتلى خلال الاشتباكات التي دارات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في منطقة "المحسا" في منطقة القلمون الشرقي شمال العاصمة دمشق، فيما أعلنت بعض الفصائل أنها استعادت السيطرة على موقع استراتيجي في منطقة المحسا بالقلمون الشرقي. من جانبها، قالت قوة المهمات المشتركة في بيان إن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش في سورية نفذ 11 ضربة قرب مدن الحسكة ودير الزور وكوباني، واستهدفت الضربات ثماني وحدات قتالية تابعة للتنظيم، بالإضافة إلى سيارتين وأهداف أخرى. إلى ذلك، ارتكبت قوات الأسد مجزرة أمس ، جراء إلقاء المروحية برميل متفجرات على المباني السكنية قرب دوار حي الصالحين في حلب ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، فضلا عن تدمير أكثر من 30 منزلاً وعدد من المحال التجارية.