جدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفضه المشاركة في ما يعرف باسم "منتدى موسكو 2" الذي تقيمه روسيا مطلع الشهر المقبل، وذلك بسبب الانحياز الروسي المكشوف لنظام الأسد والوقوف بجانبه في المحافل الدولية واستخدام حق النقض "الفيتو" داخل مجلس الأمن أربع مرات لمنع إدانته. وكانت الخارجية الروسية وجهت دعوة رسمية للائتلاف للمشاركة في المنتدى، وقرر الائتلاف في اجتماعه في إسطنبول أول من أمس تجديد موقفه السابق، الذي رفض المشاركة في المنتدى الأول الذي عقد أوائل العام الجاري. وفي موقف لافت، أشادت الهيئة العامة للائتلاف بما وصفته بالموقف الروسي، المتمثل في عدم استخدام "الفيتو" خلال التصويت على قرار مجلس الأمن، القاضي بتجريم استخدام السلاح الكيماوي في سورية، ودعت موسكو إلى اتخاذ مواقف مشابهة مستقبلاً. من جهة أخرى، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة خلال الاجتماع أول من أمس إن خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا حول تجميد القتال في حلب قد فشلت، والآن يعدّ خطة سياسية جديدة لإيجاد حل سياسي جديد. في سياق ميداني، تمكن الثوار أول من أمس من قتل عشرة عناصر من الميليشيات الطائفية التي تقاتل إلى جانب النظام السوري في مدينة بصرى الشام بريف درعا، خلال معارك عنيفة بين الثوار وقوات الأسد مدعومة بقوات حزب الله اللبناني، والحرس الثوري الإيراني على عدة محاور في المدينة. وأكدت مصادر إعلامية مصرع عميد في الحرس الثوري الإيراني، يدعى علي هاشميان، وأن الثوار سيطروا على عدة حواجز محيطة بالمدينة، بعد إطباق الحصار عليها بشكل كامل من الجهات الأربع، وانطلاق هجوم منسق فيما يبدو محاولة جدية من الثوار لتحرير المدينة من قوات الأسد. ودارت اشتباكات عنيفة استهدف الثوار خلالها المواقع والأبنية التي يتحصن بها جنود الأسد وميليشياته في الحيين الغربي والجنوبي اللذين يعدّان المربع الأمني لقوات الأسد. وفي حلب، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة، بمحيط القصر العدلي في حي جمعية الزهراء، مشيرا إلى أن الاشتباكات ترافقت مع قصف قوات النظام عددا من القذائف لمناطق الاشتباك، كما سقطت قذيفة أطلقتها قوات النظام على منطقة في حي بستان القصر، ما أدى إلى مقتل رجل وزوجته وطفلهما، إضافة إلى سقوط عدد من الجرحى، في حين استهدف تنظيم داعش بعدة قذائف مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي في ريف مدينة عين العرب. وفي ريف حمص، قالت شبكة مسار برس إن تنظيم داعش تمكن أمس من قتل ستة عناصر من قوات الأسد وجرح آخرين في كمين نصبه لهم شرق قرية الفرقلس بريف حمص الشرقي. كما تواصلت الاشتباكات بين الطرفين في محيط جبل الشاعر ومنطقة جزل شرقي حمص وسط قصف بقذائف الدبابات والمدفعية من قبل قوات الأسد التي استقدمت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة. وكانت معارك اندلعت أول من أمس بين تنظيم داعش وقوات الأسد في محيط جبل الشاعر ومنطقة جزل وقرية الفرقلس، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر من الأخيرة. أما في الريف الشمالي، فقد وقعت اشتباكات بين كتائب الثوار وقوات الأسد في قريتي الهلالية وأم شرشوح، ما أدى إلى مقتل عنصرين من قوات الأسد، تزامن ذلك مع قصف بقذائف الهاون والدبابات على القريتين وعلى مدينتي تلبيسة والحولة، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين.