فيما توجّه المصلون إلى جوامع العاصمة الرياض، أمس، لأداء صلاة الجمعة آمنين مطمئنين، كان عشرات رجال الأمن ودوريات المرور يرابطون منذ وقت مبكر أمام بعض الساحات المحيطة بالجوامع الكبيرة لتنظيم حركة دخول سيارات المصلين كإجراء احترازي لمنع أعداء الدين والوطن من معاودة تنفيذ الأعمال الإرهابية التي حدثت في مسجدي "القديح" و"العنود" بالمنطقة الشرقية خلال الأسبوعين الماضيين. وشمل الإجراء منع إيقاف المركبات على الشوارع الملاصقة لبعض الجوامع الكبيرة، كما شمل تفتيش بعض الداخلين للجوامع للتأكد من عدم حملهم أي ممنوعات على شاكلة الأحزمة الناسفة التي استخدمت في تفجيري القديح والعنود. ووجدت هذه الإجراءات ارتياحا كبيرا لدى كثير من المصلين الذين رصدت "الوطن" بعضهم وهم يصافحون رجال الأمن ويشدون من أزرهم بعبارات "الله يقويكم"، و"شكرا لجهودكم" فيما أصر أحد المواطنين على أن يقبّل رأس رجلي أمن كانا يقفان أمام الجامع تحت أشعة الشمس اللاهبة لضمان الإجراءات الأمنية. وشهدت الجوامع التي شملها الإجراء حركة انسيابية كبيرة حيث بدت جنبات الجوامع خالية من منظر السيارات المتكدسة و"بسطات" الباعة الجائلين، وسط مطالبات بعض السكان باستمرار هذه الإجراءات، كونها تقطع الطريق أمام أعداء الوطن في تنفيذ مخططاتهم الإجرامية، وتحقق للمصلين الأمن والاطمئنان أثناء تأديتهم للصلوات، وتقضي على ظاهرة تكدس السيارات والباعة المتجولين الذين كانوا يغلقون مداخل ومخارج الجوامع ويضايقون حركة المصلين. من جهته، قال خطيب "جامع المحيسن" بالرياض الشيخ عادل الكلباني، في خطبته، إن التفجيرات التي حدثت في بيوت الله بالمنطقة الشرقية الأسبوعين الماضيين هدفها بث ثقافة الشقاق بين أبناء الوطن الواحد، وبث الرعب لدى مرتادي بيوت الله وهي أمان خائبة وخاسرة، ووصفها بالإفساد في الأرض، مطالبا المجتمع بالاعتصام بحبل الله وصدق التوكل على الله، وأضاف أنه يجب أن نلتحم مع قيادة الوطن بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد وكافة المسؤولين الذين يسهمون في حفظ أمن الوطن ورفعته، وذلك من خلال الدعاء لهم وبيان جهودهم والثناء عليها، والابتعاد عن الفتنة وما يؤدي إلى إثارتها. وانتقد الكلباني الأعمال الإرهابية التي حدثت في بيوت الله خلال الأسبوعين الماضيين التي أدّت إلى ترويع بعض المصلين من خلال الحاقدين على دين الله وعلى الوطن، الذين صدوا عن سبيل الله ويمنعون ذكر الله في بيوت الله، مستشهدا بالأية الكريمة "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه.."، مضيفا أنه أمر محزن ومبكٍ في آن واحد أن نشهد مثل هذه التفجيرات في بيوت الله وتستدعي إجراءات احترازية، مؤكدا أن ذلك محاولات بائسة، وستظل المملكة بعون الله آمنة مستقرة لا يضرها كيد الكائدين ولا إفساد المفسدين، داعيا إلى التعاون على البر والتقوى والوقوف يدا واحدة مع ولاة الأمر ورجال الأمن في صد أعداء الوطن، مشيرا إلى أن مثل هذه الإجراءات الاحترازية التي تمت أمام الجوامع في صالح المجتمع والسكان جميعا، حفظا لدمائهم ومكتسباتهم ورعاية لهم، وقال: "تعاونوا مع رجال الأمن وشدوا على أيديهم وادعوا لهم بالتوفيق والسداد والعون". من جهة أخرى، وتماشيا مع توجيهات القيادة الرشيدة، بعد العمليات الانتحارية التي استهدفت مسجدين في المنطقة الشرقية، كثفت الجهات الأمنية من حضورها أمس أمام جميع مساجد منطقة نجران، لردع أي عمل إرهابي. وأوضح المتحدث الرسمي لشرطة منطقة نجران النقيب عبدالله العشوي أن الجهات الأمنية ممثلة في إدارات الأمن العام "شرطة المنطقة وإدارة المرور والبحث الجنائي" وجدت من بداية يوم أمس أمام جميع المساجد، التي تقام فيها صلاة الجمعة بمنطقة نجران دون تسجيل أي شبهة، وذلك بمتابعة دقيقة من مدير شرطة المنطقة اللواء يحيى بن مساعد الزهراني. من جانبهم، عبر مغردون في موقع "تويتر" عن شكرهم وامتنانهم للجهات الأمنية التي وجدت في مساجد المنطقة لإحباط أي عمل إرهابي، يهدف لبث الفتنة ونشر الفوضى. وذكر المواطن محمد حسين اليامي أن حضور الجهات الأمنية بعث الطمأنينة لدى حشود المصلين، فيما عبر المواطن علي أحمد آل عبيه عن فخره واعتزازه بما يراه من اهتمام القيادة الرشيدة بنشر الأمن والأمان في جميع ربوع الدولة.