وسط رفض رسمي وشعبي لما حدث ظهر الجمعة الماضية في مسجد بلدة القديح بمحافظة القطيف من استهداف المصلين بتفجير انتحاري نفسه ما نتج عنه استشهاد 21 شخصا وإصابة 80 آخرين، كشف مصدر مطلع في تصريح إلى "الوطن" أمس أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ستقوم بتوجيه الخطباء والأئمة في عموم مساجد المملكة إلى تخصيص خطبة الجمعة المقبلة عن استهداف المصلين في جامع الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في القديح، والتنديد بالجريمة وما انطوت عليه من إفساد في الأرض وانتهاك لحرمة الأنفس المعصومة وإثارة الفتنة، وحث الخطباء على فضح أعمال ومخططات هذه الفئة الضالة وبيان حكم ما اقترفوه من جرائم، والتأكيد على أهمية الأمن والاستقرار. وكانت جهات حكومية وأهلية أعلنت رفضها لما حدث يوم الجمعة الماضي، وشددت على أن ما حدث يستهدف إحداث فتنة داخلية وشق الوحدة الوطنية. إلى ذلك، أجمع مسؤولو جامعة حائل على بشاعة العمل الإرهابي الذي استهدف المصلين في مسجد القديح، والذي راح ضحيته 21 شهيدا، كانوا يمارسون عبادتهم بأداء فريضة صلاة الجمعة، مؤكدين أن هذا العمل الإرهابي ضمن أجندة تخريبية تهدف إلى زعزعة أمن المملكة وضرب وحدتها الوطنية. وقال مدير الجامعة الدكتور خليل البراهيم: نعلم جيدا أن هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف أبناء الوطن تقف وراءها قوى إقليمية تهدف إلى زعزعة تماسك السعوديين واستهداف حصنهم المنيع بوحدتهم الوطنية، إلا أن هذه الحادثة زادت من التفاف الشعب حول القيادة الحكيمة، وأوضحت للعالم أجمع أن السعوديين بمختلف توجهاتهم الفكرية وشرائحهم العمرية لا يمكن أن تخترق صفوفهم مثل هذه الأعمال التخريبية التي يعرف العالم أجمع من يقف وراءها. وأكد البراهيم أن شهداء الوطن في القديح ليسوا وحدهم، بل يشاركهم كل من قدم قطرة دم لبلاده في الشمال والجنوب بمختلف مدن المملكة ومناطقها، مشددا على أن دم أبنائنا شهداء القديح لن يضيع في عهد سلمان الحزم، مشيرا إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات الأمنية والمتخصصون لتحصين أبناء الوطن من هذا الفكر التخريبي الذي يسعى إلى استغلال صغار السن أبشع استغلال، داعيا الجامعات إلى تقديم مبادرات إيجابية تتماهى مع الجهود المبذولة لجعل شباب هذا الوطن وشاباته فاعلين لبناء مجتمعهم. من جانبه، بين عميد معهد البحوث في جامعة حائل الدكتور عبدالله الفوزان أن الحقيقة التي يعرفها السعوديون جيدا تتمثل في وجود عدو خارجي يحيك المؤامرات تنفيذا لمخططاته التوسعية، وأن هذا العدو لن يستطيع إنجاح هذه المخططات بعون الله تعالى وتوفيقه، ثم بتماسك الشعب السعودي ووحدته بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وفي السياق ذاته، أوضح وكيل الجامعة للتطوير الأكاديمي الدكتور راشد الحمالي أن حادثة القديح زادت من تماسك الشعب ووقوفه خلف القيادة الحكيمة، مشيرا إلى دور الجامعات في مواجهة الأعمال الإجرامية بالفكر ومحاربة التطرف وتعزيز الانتماء الوطني. وقال نحن مؤمنون وواثقون بالله، ثم بدور الجهات الأمنية في إحباط المخططات الطائفية الإجرامية التي تسعى إلى النيل من وحدة الوطن. إلى ذلك، دان مدير الإدارة العامة للتعليم بمنطقة حائل الدكتور يوسف الثويني التفجير الإرهابي الذي استهدف إخواننا في مسجد القديح، عادا ما حدث جرما عظيما غادرا لم يراعوا به حرمة لدماء المسلمين ولا بيوت الله، فأصبحوا بذلك من أهل الخزي في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة، ورفع الدكتور يوسف محمد الثويني مدير الإدارة العامة للتعليم بمنطقة حائل باسمه ونيابة عن الأسرة التعليمية بالمنطقة أحر التعازي لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد ولأهالي أسر الضحايا وأبنائهم.