اللغة الإسبانية، أو كما يطلق عليها ناطقوها باللغة الرومانسية في غالبية بلدان أميركا الجنوبية، تعد رابع أكثر لغة في العالم منطوقة بعد العربية والإنجليزية والصينية، إذ يتحدث بها أكثر من 500 مليون شخص كلغة أم. إلا أن الحكاية ليست في اللغة الإسبانية ذاتها، بل في عاشقتها، وهي الكويتية الدكتورة أفراح ملاعلي التي قضت 14 عاما بين ملامح الجمال الأدبي الإسباني، حيث حصلت عام 2011 على شهادة الدكتوراه من جامعة سالمنكا "أعرق جامعات إسبانيا" في الترجمة الفلكلورية الأدبية عندما قامت بترجمة القصص الشعبية الكويتية لأول مرة إلى اللغة الإسبانية ورتبتها ورقمتها وفقاً للترقيم العالمي. وتعد جامعة سلمنكا واحدة من الجامعات الأوروبية التي تمتلك حرم التميز للغة الإسبانية، كما أنها رابع جامعة في أوروبا، تأسست في القرن ال12 على يد الملك الفونسو العاشر الملقب بالحكيم، لحبه الشديد للعلم وازدهار الثقافات والعلوم والترجمة بين الحضارتين العربية والإسبانية في عهده. وتكشف أفراح ل"الوطن" عددا من الملامح اللغوية، المبنية على أسس التداخل وليس الانصهار، وهو ما يميز علاقة اللغتين ببعضهما، فلغة الضاد تناغمت مع الإسبانية منذ 711 ميلادي وحتى 1492، مما أعطاها تأثيرا واسعا في اللغة الإسبانية، فأثرت في اللغة والأدب الإسباني بشكل كبير، وقالت "إن اللغة الإسبانية تحتضن أكثر من 4000 مفردة عربية غير محرفة ومتداولة حتى اليوم". ورغم عشقها اللامحدود للإسبانية، إلا أن اصطفافها اللغوي نحو لغتها الأم حاضر بين تفاصيل حديثها، وتؤكد في أكثر من سياق أن اللغة العربية واحدة من أجمل لغات العالم، مشبعة بالشعر والنثر، وهي فن لغوي بامتياز والقرآن الكريم خير شاهد على ذلك. سألتها "الوطن" عن أثر الفتوحات الإسلامية في الأندلس، وتركة المفردات العربية في اللغة الإسبانية، فقالت "منذ عام 711 عاما وحتى 1492 كانت هناك حقبة تدعى إسبانيا المسلمة، ونحن نتكلم عن دخول العرب وبقائهم في إسبانيا نحو 800 سنة، فيصبح من الصعب ألا تتأثر اللغة والثقافة والأدب بثقافة تتعايش معها، وقد تركت العربية بصمة واضحة جدا في اللغة الإسبانية من أدب ونثر وشعر وكلمات لا زالت ذات أصل عربي. تعلمها للإسبانية لم يكن عن طريق الصدفة، فعلى العكس تماما كان أحد طموحاتها، وتقول عن ذلك "اختياري لتعلمها وإتقانها، لأن بعض كلماتها تمتزج بالعربية، كما أن لهجتها موسيقية ذات أصل لاتيني، وهي لغه رسمية لأكثر من 20 دولة". ولم تكتفِ بذلك فهي منذ الصغر كانت تحلم أن تصبح طبيبة أطفال، ولكن الفكرة تلاشت بعد ذلك لتصبح عالمة في اللغة والترجمات المتخصصة، وتعد أول عربية تحصل على الميدالية الذهبية لحرم التميز الأوروبي للغة الإسبانية. وحصلت أخيرا على لقب الناشر الرسمي للغة والثقافة والأدب الإسباني في الوطن العربي من المملكة الإسبانية، وكرمت من قبل جامعتها كعضو شرفي للجامعة، لأن بحثها تحول إلى مصدر ومرجع، وحاليا تقوم بتدريس اللغة الإسبانية للناطقين بغيرها في جامعة الكويت. وبين سياق حديثها التفصيلي، تجد بعضا من النقد غير المباشر، فتقول "للأسف المجالات ما زالت ضيقة سواء للمترجم أو معلم اللغة الإسبانية على الرغم من وجود ميول لتعلمها مجتمعيا". ملاعلي تعد نفسها من المولعين باللغات بصفة عامة وعاشقة للغتين العربية والإسبانية بصفة خاصة، وهي عبارة عن لغة ذات أصل لاتيني، يبدأ تاريخها بسقوط الامبراطورية الرومانية في العصر الخامس وحتى دخول العرب إسبانيا، وتم صقلها بتأثيرات لغوية داخلية وخارجية، وتؤكد أن الإسبانية لغة مكتسحة على مستوى العالم. أفراح ملاعلي في سطور هي أول عربية تمنحها جامعة إسبانيا مهمة الناشر الرسمي للغة والثقافة والأدب الإسباني بالوطن العربي، ومترجم أول للغة الإسبانية إلى العربية من الجهتين، ومشرفة اللغة الإسبانية في جامعة الكويت، وعضو مجلس أمناء السلام بلا حدود الدولية، وعضو شرفي لجامعة سالمنكا أعرق جامعات إسبانيا، وحاصلة على الميدالية الذهبية من حرم التميز الأوروبي للغة الإسبانية والترجمة، والبحث العلمي ورسالة الدكتوراه التي حصلت عليها تحولت إلى مصدر ومرجع في جامعة سالمنكا.