"ها قد ضغطت على الجرح فازداد ألما" هكذا بدأ النحات السعودي حسنين الرمل حديثه عندما سألته "الوطن" ماذا ينقص النحات؟ مجيبا "للأسف لا يتوفر أي شيء من المواد أو الأدوات التي يحتاجها النحات، نحتاج الكثير مما يضطر لشرائه عبر الإنترنت". ويضيف الرمل يوجد في المملكة كثير من النحاتين المهتمين بنحت الصخور الرخامية والمهتمين بالأعمال الحديدية، وقلة واضحة في الفنانين النحاتين بالأخشاب، وهذا يعود إلى أن المملكة ولله الحمد غنية بالصخور الرخامية التي ربما تضاهي في جودتها الرخام المستورد، لذلك نرى مجموعة من النحاتين السعوديين المشهورين دوليا، وكذلك النحاتين المهتمين بإنتاج الأعمال الحديدية. منوها إلى أن تنفيذ لوحات كبار الخطاطين هو اعتراف وحب لإنتاجهم الغزير والوفير، منهم الخطاطون الأتراك "محمد أوزجاي وعثمان أوزجاي" وخطاطان عراقيان "حاكم غنام ومثنى العبيدي" وإيرانيان "جواد خوران وأمير فلسفي" ومصري "محمد عبدالقادر" وخطاطان سعوديان "حسن رضوان وعباس بومجداد". أما بالنسبة لأعمالي الخاصة فلي كثير من الأعمال الحروفية والأسماء والتراكيب الخطية يصل عددها إلى 200 عمل. وعن رأيه في الحركة الفنية في المنطقة الشرقية حيث يقطن قال "تلقى رواجا كبيرا خلال السنوات الخمس الأخيرة، بدا ذلك من خلال اهتمام كثير من الشباب والشابات بتعلم بعض أنواع الفنون التشكيلية والإقبال على دراستها سواء أكاديميا أو من خلال الدورات التدريبية التي تقام بين فترة وأخرى، وتطور وضع الدورات التدريبية، كما أسهم في رفع المستوى الفني بالمنطقة إقامة كثير من المهرجانات خلال المناسبات الإسلامية مثل العيدين واليوم الوطني. حيث أصبح لدى القائمين على المهرجانات اهتمام كبير بالجانب الفني وأصبح رافدا رئيسا من روافد نجاح المهرجان". أما عن الجمهور وتقبلهم للأعمال النحتية الخشبية فأوضح "اعتاد عامة الناس على رؤية الخشب والتعامل معه من خلال الأثاث والأبواب، وظهور الأعمال النحتية يعد جديدا على مجتمعاتنا علما أنه ليس جديدا في العالم، ومن هنا أصبحت الأعمال النحتية ملفتة جدا وزادها اهتماما أنها بأيدِ فنية سعودية". وأضاف أن ارتباط أعماله النحتية في الخط هو حب وقصة عشق قديمة وطويلة وكانت مليئة بالسفريات واللقاءات وحضور المعارض الدولية المتعلقة بالخط، ولقاء الخطاطين الكبار في العالمين العربي والإسلامي، وقال "وجدت الاهتمام بالخط من خلال اللوحات الورقية فقط، وتطور الوضع أحيانا من بعض التجار وكبار الشخصيات باقتناء لوحات أصلية للخطاطين فحاولت المزج بين العشقين". يقف خلف الرمل مساعدون في أعماله الفنية، منهم أسرته الصغيرة وعلى الأخص زوجته، فلها لمسة في كل عمل أنتجه، وخففت عنه كثيرا من الجهد فهي غالبا ما تتولى أمور التلميع والصنفرة، مضيفا "لولا وقوفها وعملها معي لعملت وحدي، ولكان الإنتاج بلا شك أقل، فالخشب مادة حية تشعر معها بالحياة وتضفي لك إحساسا بالراحة لأنك تتعامل مع مادة حية تقريبا، وكان هذا من أهم الأسباب التي دعتني إلى إنتاج الهدايا بالخشب". وتابع إن "أنواع الأخشاب المتوفرة والمشهورة في السعودية هي "السويدي، المرنتي، الأوك، السنديان، التيك، الماهوجوني، الواوا، الآش" وتختلف في ألوانها وصلابتها ونعومتها وتشكيلات أليافها، ومنها ما تكون أليافه واضحة، ومنها ما تكون أليافه شبه مخفية، كذلك بعض الأنواع كأنه صخر من شدة صلابته". يذكر أن الرمل شارك في عدد من المعارض الخطية وأقام عددا من الورش الفنية للملتقيات الفنية والمدارس وبعض الجهات في المناسبات في المنطقة الشرقية.