فيما خطا رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني اللواء محمد علي المقدشي، الخطوات الأولى في سبيل إعادة بناء وحدات القوات المسلحة، ضمن برنامج كبير سيشمل عددا من المناطق، ويمهد لتغيير موازين القوى على الأرض، قال المقدشي ل"الوطن" إن تحرير اليمن سيكون من الداخل، في إشارة إلى استبعاد خيار الاستعانة بقوات التحالف للتدخل البري. وقال رئيس هيئة العمليات في الجيش اليمني اللواء الركن صالح الزنداني، في اتصال هاتفي أجرته معه الصحيفة أمس، إن إعادة بناء ولملمة وحدات القوات المسلحة ستستند إلى الترتيب النوعي لا الكمي، وستكون على أسس وطنية بعيدة عن الولاءات الشخصية. كشف رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش اليمني، اللواء محمد علي المقدشي أن سقوط صنعاء في أيدي الحوثيين تم نسبة لوجود خيانات داخل الجيش، مؤكدا الدور الواضح والدعم الكبير لإيران، وقطع المقدشي بأن إيران دأبت خلال السنوات الماضية على دعم الحوثيين بالسلاح والخبراء العسكريين، وكذلك وجود عناصر مشاركة شملت جنسيات إيرانية، وسورية، ولبنانية، ومضى بالقول إنه تم إقصاء القيادات العسكرية المشاركة في حرب 94 من الجنوب، كما توعد كل القادة المتمردين بالمحاكمة العادلة لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم. وكشف المقدشي عن سر السقوط السريع للعاصمة صنعاء بأيدي المتمردين الحوثيين في سبتمبر من العام الماضي، مشيراً إلى أن كل الوحدات العسكرية كانت موجودة في أماكنها داخل العاصمة، ولكن القيادة العسكرية لم تصدر أوامرها للجيش بالدفاع عن صنعاء في وجه الحوثيين، وذلك بتواطؤ من الرئيس المخلوع. وأشار المقدشي إلى أن هناك عددا من القادة العسكريين الذين يوالون الشرعية متمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، مؤكداً أنهم يتمتعون بالكفاءة اللازمة، وأنهم سيكونون نواة للجيش اليمني في المستقبل، عوضا عن الجيش الحالي، الذي قال إن المخلوع صالح عمل على أن يكون غالبية جنوده من منطقة معينة. هذا وغيره تجدونه بين سطور الحوار التالي: بداية، ما أولى خطواتكم على صعيد إعادة ترتيب الجيش اليمني؟ في البداية سوف نقوم بإذن الله بتجميع القوات، وبعد ذلك تأتي مرحلة إعادة الهيكلة القوات، ونعيد السلاح من القبائل وكذلك الذي استولى عليه المتمردون، ولا يمكن تحديد وقت معين. لماذا تحول الجيش اليمني من جيش وطني إلى جيش عائلي؟ أغلب الجنود كانوا ينتمون إلى قرى محددة ومنطقة واحدة، وتم شراء ولائهم لغير الوطن. وهذا المخطط عكف الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على تنفيذه على مدى سنين طويلة. صف لنا سقوط صنعاء بهذه السهولة؟ العاصمة سقطت لأنه لم تصدر توجيهات بالدفاع عنها، إضافة إلى وجود خيانات من بعض قيادات الجيش، وهؤلاء قدموا ولاءهم للرئيس المخلوع على ولائهم للوطن. كيف اختلف الوضع في عدن؟ الوضع لم يكن مختلفا، وكان الجيش موجود في ثكناته، ولكن بعد انسحابه صارت الأجواء مهيأة للسيطرة على مخازن الأسلحة، حيث استغل الحوثيون المظاهرات ودخلوا تحت هذا الغطاء، واستمروا في غيهم حتى وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه. صف لنا الدور الإيراني في اليمن، وهل هناك عناصر أخرى تحارب داخل اليمن؟ الدور الإيراني واضح وكبير ومعروف وكنا نشعر به منذ البداية، وطهران دعمت المتمردين الحوثيين لسنين طويلة، كما تعاونت مع المخلوع علي عبدالله صالح ضد الوطن. هذا بالإضافة إلى وجود عناصر إيرانية وسورية ولبنانية. ما الأسباب التي تقف وراء إقصاء أبناء الجنوب من الجيش، لاسيما المناصب العليا؟ الجيش اليمني من كل المناطق، ولم يقصي أحدا، من الجنوب، فقط تم إقصاء القيادات المشاركة في حرب 94، وبعد ذلك بدأت عودتها تدريجيا. هل تؤيد دخول قوات برية من خارج اليمن لدحر المتمردين الحوثيين؟ بإذن الله فإن تحرير اليمن سيكون من داخله، وسيقضي أبناء الجيش والشعب على التمرد الداخلي، ونحن بطبيعة الحال لا نستغني عن دور الأصدقاء والأشقاء، ولكن بإذن الله سينهي رجال اليمن الموقف. فهناك عشرات الآلاف من شباب القبائل والمقاومة الشعبية الذين يتمنون أن تتاح لهم الفرصة لخدمة وطنهم. صف لنا التواصل بين الجيش واللجان الشعبية؟ بالطبع هناك جيش موجود تابع للشرعية، وهناك قادة كبار من أصحاب الخبرة، ففي المنطقة الرابعة في عدن يوجد قادة محترمون، وكذلك في تعز يقود المقاومة العميد صادق سرحان وهو قائد جيش لديه من القدرات والخبرات والمهارات العسكرية الشيء الكثير، وهناك تعاون كبير بين اللجان الشعبية وقادة الجيش. كم عدد الألوية من الجيش التي تخضع للشرعية في الوقت الحالي؟ مع الشرعية هناك في الوقت الحالي قرابة 50%، والبعض يقف في موقف الحياد، والبقية توالي الميليشيات. كيف ستتعاملون في المستقبل مع قادة الجيش المتمردين؟ سوف تتم محاكمتهم بإذن الله على خيانتهم لوطنهم، وموالاتهم للمتمردين، ولا بد أن يأخذوا جزاءهم العادل.