استبقت طائرات التحالف العربي مخططا حوثيا لإعداد ميدان السبعين وسط العاصمة اليمنية ليكون مهبطا للطائرات الإيرانية عقب تدمير مدرج مطار صنعاء، حيث قصفت الطائرات الميدان وأبطلت خطط المتمردين. يأتي ذلك، فيما رحبت المقاومة الشعبية بقرار التحالف إمدادها بأسلحة ثقيلة لمواجهة الانقلابيين، والذي أعلنه متحدث التحالف العميد أحمد عسيري قبل يومين، وتوعدت المتمردين بالهزيمة الساحقة خلال فترة وجيزة. وأكد محافظ الجوف السابق محمد عبود أن إيرانيين وعناصر من حزب الله يشاركون في تدريب الحوثيين في اليمن، مشيرا إلى أنهم سبق أن اعتقلوا بعضهم وسلموهم إلى الحكومة بصنعاء. أكد محافظ الجوف السابق، محمد سالم عبود، أن رجال المقاومة الشعبية ألقوا القبض على عناصر إيرانية وعناصر من حزب الله اللبناني، كانت تقاتل إلى جانب المتمردين الحوثيين، وتشارك في تدريبهم، مشيراً إلى أن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح عندما خرج من السلطة انضم للحوثي، ويملك ولاء قادة كبار في الجيش، سهلوا مهمة الحوثيين للعبث بأمن اليمن. وأضاف عبود أن الرئيس عبدربه منصور هادي كان حريصا على احتواء كل الأطراف، ومنحهم فرصة البقاء على المشهد السياسي، لكنهم توجهوا للتآمر على الوطن. ومضى قائلاً "عندما بدأ الحوثيون تمردهم، فوجئنا بأن هناك عناصر إيرانية ولبنانية ضمن صفوفهم في محافظة الجوف، فألقينا القبض عليهم وسلمناهم في حينه للسلطة في صنعاء. وعندما اجتاح الحوثيون العاصمة بادروا إلى إطلاق سراحهم، وأطلقوا كل المعتقلين الإيرانيين، سواء من الجنود الذين ضبطناهم في الميدان، أو من الخبراء والقيادات العسكرية الذين ألقي القبض عليهم من قبل السلطة المركزية. كما أوقفنا أيضاً عناصر تابعة لحزب الله اللبناني في الجوف. واستطرد عبود بالقول "الحرب الحوثية في اليمن جرى التخطيط لها منذ وقت طويل، وكانت على عدة محاور، فالحوثيون كانوا يوزعون كتباً ومجلدات ومؤلفات كثيرة تروج لمذهب الاثني عشرية والجعفري، وكانوا يقومون بتوزيع تلك الكتب، ويحاولون استقطاب الشباب والأطفال لتلقينهم تلك المبادئ، حتى يكون لهم أساس قوي ومتين. وأكد محافظ الجوف السابق أن صالح تستر وراء الحوثيين، عندما يئس من العودة إلى الحكم بطريقة شرعية، وأراد أن يستخدم المتمردين كورقة ضغط، ليعود مرة أخرى إلى حكم اليمن، ولو من خلال نجله أحمد، لذلك قدم دعماً كبيراً للحوثيين، خاصة من قوات الحرس الجمهوري الذي كان يقوده نجله، وقد صبر الرئيس هادي كثيراً على هذه الممارسات، لأنه كان يريد أن يحافظ على كل شرائح المجتمع، وأن يحتويهم، لكن صالح والمتمردين استغلوا ذلك، وبدأوا في تنفيذ المخطط الآثم الذي شاركت فيه قيادات عسكرية كثيرة تدين بالولاء للمخلوع. وعن علاقته بصالح قال "لم تكن لي علاقة مباشرة معه، لوجود خلافات سابقة، ولكنه كان يحرض القيادات في المحافظة من عناصر المؤتمر الشعبي العام ويدفعها للتمرد على السلطة المحلية، وإنشاء معارضة داخلية في الجوف ومأرب. وتابع "صالح يملك مليارات الدولارات التي دعم من خلالها الحوثي، وكذلك فعلت إيران، فالطرفان وجهان لعملة واحدة". وعن الدور الذي لعبته عاصفة الحزم في إعادة ترتيب الأوضاع في اليمن، قال "الأوضاع الآن تتجه في اليمن بعد عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل نحو الأفضل بإذن الله تعالى، لكن هناك حاجة ملحة لتفعيل العمل الإنساني، خاصة في المحافظات التي ما زالت قياداتها موالية للشرعية، والعمليات العسكرية أتت في وقتها المناسب، بعد أن بلغ السيل الزبى، بسبب مضايقات وظلم الحوثي، الذي وصلت به الجرأة مرحلة ملاحقة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، والسعي لاعتقاله. ولولا تدخل عاصفة الحزم لساءت الأحوال أسوأ مما هي عليه الآن". وطالب عبود باستمرار الضربات العسكرية للتحالف العربي حتى تحقق كل أهدافها، وتوقف المتمردين الحوثيين عند حدهم، وقال "ما حدث أعتبره مرحلة أولى، وأدعو الإخوة في القيادات اليمنية الوطنية إلى الوقوف بجانب عمليات التحالف ومساندتها لتحقيق المرحلة الثانية، وهي التحرك البري، الذي سيدفع المتمردين إلى العودة إلى جحورهم وكهوفهم". واختتم عبود تصريحاته بالشكر لقيادة المملكة العربية السعودية، وكل دول التحالف العربي، وقال "خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أعاد إلى الأمة العربية اعتبارها وهيبتها، ووجه رسالة واضحة وحازمة للقيادة الإيرانية، بأن العرب لن يتساهلوا بعد اليوم بعد محاولاتهم للتمدد في الأراضي العربية، وسوف يستمر الحزم بإذن الله حتى توقف طهران تدخلاتها وتلتزم بسياسات حسن الجوار".