فيما رجحت القوات المسلحة السعودية سياسة ضبط النفس تجاه تجاوزات الحوثيين المسجلة ضد المناطق الحدودية أمس، في سبيل تثبيت الهدنة، بدا مسؤول يمني رفيع غير متفائل بإمكان صمود الهدنة الإنسانية، بالنظر إلى الخروقات الواضحة التي قام بها المتمردون ضد كل من عدن والضالع وتعز ولحج، بعد لحظات من سريانها، إضافة إلى مهاجمتهم الحدود السعودية، في وقت رحب فيه مجلس الأمن بقرار الرياض بدء الهدنة. يأتي ذلك، فيما اتهمت الحكومة اليمنية إيران بمواصلة استفزازها العالم، وأبلغ "الوطن" وزير خارجيتها رياض ياسين بأن الباخرة الإيرانية التي أبحرت من ميناء بندر عباس متجهة إلى ميناء الحديدة، تشير المعلومات إلى أنها تقل 60 إيرانيا يعتقد أنهم من ضباط الحرس الثوري الإيراني، وخبراء عسكريون وآخرون، وأنهم لم يحصلوا على أية تأشيرات لدخول الأراضي اليمنية، داعيا حكومة طهران إلى توجيه باخرتها للموانئ الجيبوتية بغرض تفتيشها أولا. أبلغ وزير الخارجية اليمني رياض ياسين "الوطن"، بأن الباخرة الإيرانية التي أبحرت من ميناء بندر عباس متجهة إلى ميناء الحديدة اليمني، تشير المعلومات المتوافرة إلى أنها محملة بنحو 60 إيرانيا، يعتقد أنهم من ضباط الحرس الثوري وخبراء عسكريون، فيما أشار إلى أنها تحمل على متنها ما يزيد على 7 نشطاء أجانب، وجميعهم لم يحصلوا على تأشيرة الدخول للأراضي اليمنية. وقال ياسين إن قيام إيران بإرسال تلك الباخرة، بالتزامن مع انطلاقة الهدنة الإنسانية في اليمن، يأتي في إطار محاولاتها المتكررة لاستفزاز الجميع بتلك التصرفات اللامسؤولة، مفيدا بأن وزارة الخارجية اليمنية لم تعط أي إذن للباخرة بالعبور، كما أن قوات التحالف العربي التي تقودها السعودية لم تمنحها كذلك أية تسهيلات، مطالبا إياها بضرورة الرسو على الموانئ الجيبوتية للتفتيش. ومع مرور ال24 ساعة الأولى على الهدنة الإنسانية التي انطلقت مساء الثلاثاء، بدا رياض ياسين غير متفائل بإمكانية صمود الهدنة، نتيجة الخروقات التي سجلت في الدقائق الأولى بعد سريانها. وقال "كانت هناك خروقات واضحة بعد بدء الهدنة مباشرة، وسجلت عمليات ضرب واعتداء في مدن الضالع وعدن ولحج وتعز، إضافة إلى القذائف التي استهدف بها الحوثيون المناطق الحدودية السعودية". وبناء على المعطيات المتوفرة على الأرض، قال وزير الخارجية اليمني إن الحوثيين يسعون منذ بدء الهدنة إلى محاولة تخزين أكبر كمية من المواد الغذائية والمشتقات النفطية القادمة على شكل مساعدات، إضافة إلى استغلالهم فرصة الهدنة لإعادة تجميع قواتهم. وانطلاقا من كل ذلك، تتملك وزير الخارجية اليمني قناعة بصعوبة صمود الهدنة فيما لو استمرت الخروقات على ما هي عليه الآن. وقال "على الرغم أني أتمنى أن تستمر الهدنة حتى نتمكن من إدخال أكبر كمية من المواد الغذائية والدوائية للشعب اليمني، إلا أنني أعتقد بأن الهدنة لن تصمد لأن الخروقات مستمرة منذ بدء سريانها، فالحوثيون يمنعون إيصال المساعدات للمستحقين والمناطق المنكوبة باستمرارهم في قطع الطرقات، وتخزين ما يقع بأيديهم من مساعدات، وهي جريمة إضافية تضاف إلى جرائمهم السابقة". وعن إعلان قوات التحالف انتهاجها سياسة ضبط النفس تجاه الخروقات الحوثية للهدنة باعتدائها على المناطق الحدودية السعودية، علق ياسين على ذلك بقوله "ضبط النفس شيء محمود وهو دليل القوة التي تتمتع بها قوات التحالف.. وطالما كان الصغير المخادع هو من يحاول أن يستفز الآخرين، كما يفعل الحوثيون، والذين أثبتت الأيام أنهم لا يهتمون بإنقاذ الشعب اليمني أو إغاثته.