لم تكد تمضي سوى ساعات قليلة على بدء سريان الهدنة الإنسانية التي أعلنتها المملكة لمدة خمسة أيام، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية لليمنيين حتى أقدمت ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على خرقها من خلال تنفيذ العديد من عمليات القصف العشوائي بالسلاح الثقيل تجاه الأحياء السكنية في مدن جنوبية عدة، والاستمرار في إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية في محاولة منهم لاستغلال الهدنة الإنسانية لتحقيق مكاسب عسكرية على أرض الواقع، وتعزيز قواتهم المنهكة جراء الضربات التي تتلقاها من قبل طائرات التحالف العربي والمقاومة الشعبية. ففي مدينة الضالع شن المتمردون في وقت متأخر ليل أول من أمس قصفا عنيفا على مواقع المقاومة الشعبية، وقالت مصادر طبية ل"الوطن" إن طفلا يبلغ من العمر 14 عاما يدعى إبراهيم نجيب توفي إثر سقوط قذيفة أطلقها المتمردون. كما قتل أطفال آخرون في المدينة نفسها. وفي ضاحية صلاح الدين بمدينة عدن تجدد القصف العشوائي وأشارت نشرة عاجلة أصدرها المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن المتمردين شنوا فجر أمس حملة قصف عشوائي بقذائف الهاون طال الأحياء السكنية القديمة. ويأتي القصف تواصلا لمحاولة المتمردين الحوثيين وحلفائهم السيطرة على البلدة القريبة من مدينة البُريقة الاستراتيجية التي توجد بها العديد من المنشآت الاقتصادية الحيوية كالمصافي وميناء الزيت. تقدم المقاومة أما على صعيد تعز، فقد دفعت قوات المتمردين الحوثيين بتعزيزات إلى منطقة الحوبان شرقي تعز، كما قصفت أحياء عدة في المدينة. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن عشرة أشخاص بينهم امرأتان قتلوا وأصيب 60 في قصف مدفعي من قبل الحوثيين على مناطق سكنية بتعز بينما سقط 23 قتيلا وجريحا من الحوثيين في اشتباكات مع المقاومة الشعبية في حوض الأشرف بالمدينة. وفي مأرب شرق العاصمة صنعاء، أفادت مصادر بأن الحوثيين وقوات صالح استهدفوا بالقذائف مواقع للمقاومة الشعبية في حين أبلغ مصدر صحفي بأن اشتباكات اندلعت إثر بدء الهدنة في منطقة صرواح غربي مأرب وفي منطقة أخرى شمالها. التفاف على الهدنة ولم تقتصر خروقات المتمردين للهدنة على القصف العشوائي باتجاه الأحياء السكنية بل تواصل ليشمل محاولات تعزيز الصفوف وتسليح المتمردين حيث رصدت مصادر إعلامية رتلا عسكريا مزودا بتعزيزات عسكرية كان في طريقه لمحافظة أبين. وأكد الصحفي باسل الحريري أن تعزيزات عسكرية قادمة من محافظة ذمار الشمالية وصلت مدينة لودر بمحافظة أبين الجنوبية تضم المئات من الجنود وأفراد الميليشيات بزيهم العسكري والمدني. في غضون ذلك، قامت ميليشيات الحوثيين بتفجير وإحراق العديد من المنازل والشقق السكنية الخاصة بالشباب المنخرطين في المقاومة الشعبية في بأحياء مدينة التواهي بالعاصمة الجنوبية عدن. على الصعيد الإنساني ما زالت أوضاع النازحين من مناطق الصراع بالمحافظات الجنوبية تعاني من وضع إنساني حرج، خصوصا مع تزايد أعدادهم وإعلان الكثير من الجمعيات الخيرية ومنظمات الإغاثة المحلية عجزها عن التعامل مع أعدادهم الهائلة. دعوات إنسانية ففي مدينة المكلا أكد وكيل محافظة حضرموت للشؤون الفنية محمد العمودي أن كثيرا من الجمعيات الخيرية بالمحافظة أعلنت عدم قدرتها على الاستمرار في تقديم المعونات وإغاثة النازحين بعد نفاد مخزوناتها التي أسهمت في إغاثة النازحين طوال الشهر الماضي. وقال الوكيل في تصريحات إلى "الوطن" إن أعداد النازحين ترتفع يوميا وبشكل أكبر من قدرة تلك المنظمات المحلية على الاستيعاب. مناشدا قيادة المملكة بسرعة إرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية للتمكن من إغاثة اللاجئين الذين يصلون لأكثر من 20 ألف نازح في مخيمات الإيواء وصلوا لمحافظة حضرموت. وأضاف العمودي أنهم تمكنوا أمس الثلاثاء من إجلاء 700 لاجئ صومالي إلى بلدهم بناء على رغبتهم عبر ميناء المكلا. وإن هنالك نحو 3 آلاف آخرين ينتظرون دورهم في المغادرة خلال الأيام القليلة القادمة. من جانب آخر وفي محافظة شبوة جنوبي اليمن، وتحديدا في منطقة "المُصنيعة" بمديرية الصعيد قتل ثلاثة أشخاص يشتبه بعلاقتهم بتنظيم القاعدة جراء استهداف مركبتهم بعدد من الصواريخ أطلقتها طائرة بدون طيار.