في وقت اشتدت وطأة المعارك في مدن عدنومأرب وتعز بين القوات الموالية للشرعية من جهة والمتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من جهة أخرى- قصف طيران التحالف العربي أمس ميدان السبعين الواقع وسط العاصمة اليمنية صنعاء. وتواصل المقاومة الشعبية خوض معركة السيطرة على المطار وملاحقة الجيوب المتبقية فيه لتحكم سيطرتها الكاملة عليه، وأعلنت المقاومة أنها سيطرت تقريبًا على مطار عدن بعد اشتباكات مع ميليشيا الحوثي، وأنها تحاصر من بقي منهم في بعض أنحاء المطار، وسط توقعات باستعادته كله في وقت قريب. وتشير مصادر من عدن إلى أن المقاومة الشعبية تقدمت من جبهتين، الأولى من خط الجسر والأخرى من المملاح صوب مطار عدن الدولي من أجل تحريره كاملًا من سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح، حيث أسفرت المواجهات عن مقتل عدد من تلك المليشيات بينهم قيادي ميداني بارز. ودارت معارك في المدينة حيث يحاول المتمردون السيطرة عليها بشكل كامل لكنهم يواجهون طيران التحالف ومقاتلي «اللجان الشعبية» المؤيدة للرئيس عبدربه منصور هادي. وقتل 47 شخصًا معظمهم من المتمردين في الغارات الجوية الأخيرة والمعارك البرية، وفق ما أفاد مسؤول طبي الجمعة. ويفرض الحوثيون حصارًا على الأحياء القريبة من ميناء المدينة، و«يمنعون نقل المساعدات وإجلاء الجرحى» على ما أكد المتطوع في فرق الإنقاذ بسام القاضي لفرانس برس. من جهته أشار عماد بطاطا إلى أن شبح المجاعة يخيم على حي المعلا في منطقة الميناء، قائلًا: «هناك مخبز واحد يعمل. وننتظر في الطابور لساعات أملًا في الحصول على بضعة أرغفة»، وأضاف «نحن من دون مياه وكهرباء منذ خمسة عشر يومًا»، واتهم عامر علي أحد سكان حي المعلا الحوثيين ب«السعي إلى إخضاع عدن بكل الوسائل». ولا تزال المعارك مستمرة في المعلا وخور مكسر ودار سعد والمنصورة حيث تمكنت المقاومة الشعبية الموالية للرئيس الشرعي هادي من السيطرة على مبنى الكهرباء في المعلا، وصوامع الغلال، ومنطقة حافون، من قبضة قوات الحوثي. وقالت المصادر: إن قوات الحوثي قصفت بشكل عشوائي الأحياء السكنية في منطقة المنصورة، والبريقة. وتشهد محافظة عدن اشتباكات مسلحة عنيفة منذ أكثر من شهر بين القوات الموالية لجماعة أنصار الله الحوثية، والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي، وذلك عقب زحف الحوثيين إلى المناطق الجنوبية في محاولة منهم على السيطرة عليها، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين. ميدان السبعين وقصف طيران التحالف العربي في إطار عملية إعادة الأمل والشرعية أمس ميدان السبعين الواقع وسط العاصمة صنعاء. وقالت المصادر: إن طائرات التحالف شنت غارتين على ميدان السبعين أكبر الميادين داخل العاصمة، مشيرين إلى أن الغارتين خلفتا أضرارًا كبيرة بالميدان الذي كان في السابق مطارًا عسكريًا. وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين رفعوا الحواجز الأسمنتية من الميدان؛ لتحويله إلى مدرج هبوط للطائرات، وقالوا: إن استخدام الميدان كمدرج لهبوط الطائرات يشكل خطورة كبيرة على السكان القاطنين في محيط الميدان، فضلًا عن أن مستشفى السبعين الحكومي، هو الآخر لا يبعد عن الميدان سوى أمتار قليلة. وكان مدرج مطار صنعاء الدولي قد تعرض للقصف من قبل طيران التحالف في 28 أبريل ما أسفر عن وقوع أضرار بالغة فيه. وأشار المتحدث الرسمي باسم قيادة التحالف العميد ركن أحمد عسيري في بيان سابق إلى أن السبب وراء قصف المطار هو اختراق طائرة إيرانية للأجواء اليمنية ومحاولة هبوطها في المطار. مقاومة وتمكنت المقاومة الشعبية من صد هجوم لمليشيات صالح والحوثي من الجهة الشمالية لمدينة مأرب، ولا تزال جبهة صرواح تشهد معارك شرسة بين القبائل وميليشيا الحوثي وصالح. وتشير الأنباء إلى أن القبائل ومعها الجيش الموالي للشرعية تمكنوا من قتل العشرات من المتمردين الحوثيين، كما قامت القبائل والوحدات العسكرية الموالية للشرعية بتدمير عدد من الآليات العسكرية للمتمردين والاستيلاء على عدد من مواقعهم. كما سيطرت المقاومة الشعبية على عدد من المواقع والتلال الإستراتيجية في مدينة تعز، في وقت دارت اشتباكات عنيفة في الحي الجمهوري ومدينة النور وشارع الأربعين، فيما تعرضت بعض الأحياء لقصف عشوائي من ميليشيا الحوثي وصالح. وسيطرت المقاومة على نقطة الخمسين والمناطق المجاورة لها شمال المدينة، فيما قصفت الدبابات والمدافع التابعة للمتمردين في معسكر قوات الأمن الخاصة بتعز عددًا من الأحياء. قرار فاشل سياسيًا، فشل مجلس الأمن الدولي الجمعة في التوافق على مشروع قرار روسي يطالب بهدنات إنسانية في اليمن، فيما تهدد أزمة المحروقات بوقف توزيع المساعدات الإنسانية الحيوية في هذا البلد. لكن مجلس الأمن الذي اجتمع في نيويورك لم ينجح في التفاهم على مشروع قرار روسي يلحظ هدنات إنسانية مع طلب أعضاء مزيد من الوقت لإعلان موقفهم، بحسب دبلوماسيين. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن اسمه: «نحن ندعم بالكامل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن من دون عوائق، كما نؤيد هدنات إنسانية للسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود إلى البلاد». لكنه حمّل مسؤولية الأزمة الإنسانية والمأزق السياسي للمتمردين الحوثيين الشيعة الذين يتعرضون للقصف الجوي منذ 26 مارس من قبل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. وقال: «إن مسؤولية الأزمة الإنسانية تتحملها الإجراءات الأحادية الجانب التي يقوم بها الحوثيون وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح». يأتي هذا في وقت يبدأ المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد الأسبوع المقبل جولة إقليمية يجري خلالها مباحثات تتناول سبل إحياء عملية السلام في هذا البلد، كما أفاد الجمعة مصدر دبلوماسي. وستكون هذه أول جولة للدبلوماسي الموريتاني إلى الشرق الأوسط والخليج منذ تم تعيينه في 25 أبريل خلفًا لجمال بنعمر بعد استقالة الأخير من هذه المهمة. ولم تعرف في الحال محطات الجولة المرتقبة للوسيط الدولي. إغاثة وفي سياق متصل، أفادت مصادر يمنية السبت بإنشاء ائتلاف عدن للإغاثة من قبل رجال أعمال جنوبيين، بهدف تخفيف الأزمة الإنسانية التي تمر بها محافظة عدنوالمحافظات الجنوبية الأخرى. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية: إن رجال أعمال جنوبيين شكلوا الائتلاف الذي يشمل عددًا من الجمعيات والمؤسسات التجارية والخيرية اليمنية والخليجية، بهدف تخفيف الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها المحافظات الجنوبية. وأشارت المصادر إلى أن الائتلاف سيستهدف محافظة عدن كمرحلة أولى، من حيث إيواء النازحين وتوزيع الغذاء، وفي مراحله القادمة سيشمل المحافظات الجنوبية الأخرى. ويأتي ذلك في الوقت الذي تعيش فيه البلاد أوضاعًا إنسانية صعبة، حيث أشارت مصادر محلية إلى أن المواد الغذائية أوشكت على النفاد عند معظم الأسر المحاصرة من قبل القوات الموالية لجماعة أنصار الله الحوثية في خور مكسر والمعلا، والتواهي ودار سعد وعدد من المناطق الأخرى، بالإضافة إلى انقطاع الاتصالات عن بعض المناطق الجنوبية.