أعلنت المملكة على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير عن هدنة إنسانية في اليمن، تبدأ يوم الثلاثاء المقبل وتستمر خمسة أيام. وقال الجبير في اجتماع لوزراء خارجية دول الخليج في باريس "قررنا أن تبدأ الهدنة الإنسانية الثلاثاء المقبل، الثاني عشر من مايو عند الساعة الحادية عشرة مساء، وستستمر خمسة أيام، ومن الممكن تمديدها في حال نجاحها". وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأميركي جون كيري، أشار الجبير إلى أن نجاح الهدنة يتوقف تماما على التزام الحوثيين وحلفائهم بها. وأضاف "الهدنة ستنتهي في حال لم يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم بالاتفاق، هذه فرصة للمتمردين لإظهار حرصهم على شعبهم، وعلى الشعب اليمني". وتابع بالقول "نأمل أن يعود الحوثيون إلى رشدهم، وأن يدركوا أن مصالح اليمن والشعب اليمني ينبغي أن تكون أولوية قصوى للجميع". من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي إن الهدنة هي "التزام قابل للتجديد"، وفي حال صموده فإنه "يفتح الباب أمام احتمال تمديده". وأضاف "أي شخص حريص على الشعب اليمني عليه أن يكون على بينة من حقيقة أن كارثة إنسانية تنشأ في اليمن". وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد عقدوا في باريس أمس اجتماعا مع نظيرهم الأميركي، بمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الذي قال في تصريح صحفي إن الاجتماع تطرق إلى المواضيع المقرر مناقشتها خلال لقاء القمة بين قادة دول المجلس مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في القمة التي ستعقد في واشنطن وكامب ديفيد يومي الأربعاء والخميس المقبلين. كما ناقشا العلاقات الخليجية - الأميركية وسبل تطويرها وتعزيزها، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمة اليمنية، والأوضاع في سورية، والملف النووي الإيراني، ومكافحة الإرهاب، وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. في سياق متصل، أبدى منسق الأممالمتحدة في اليمن، باولو لمبو، إمكان تمديد الهدنة، وقال في تصريحات صحفية إن إعلان وقف دائم لإطلاق النار في اليمن هو وحده ما سيتيح لعمال الإغاثة التعامل بشكل كامل مع التحدي الإنساني الهائل هناك. وقال لمبو إن وقف العمليات العسكرية سيسمح لوكالات الأممالمتحدة بزيادة مواد الإغاثة لعشرات الآلاف من النازحين ومواجهة النقص في الغذاء والأدوية والمياه والوقود. وأضاف "أنا متفائل بأن وقف العمليات العسكرية سيرى النور في المستقبل القريب، والمنظومة الدولية للأمم المتحدة جاهزة بالفعل للاستجابة لهذا التطور، وستكون لهذا نتائج إيجابية للغاية على قدرتنا على توسيع رقعة الاستجابة". ومضى بالقول "الهدنة لخمسة أيام لن تكون كافية لتغطية الحاجات الإنسانية الشديدة في البلاد. نأمل أن يتحول هذا قريبا إلى هدنة دائمة. فالوضع مأساوي ويتجه من سيئ إلى أسوأ مع مرور الوقت". مشيراً إلى أن سفينة استأجرتها الأممالمتحدة وتنقل شحنة ضخمة من الوقود تنتظر قبالة ميناء الحديدة اليمني على البحر الأحمر، في حين تستعد أخرى لنقل مواد الإغاثة والوقود من جيبوتي المجاورة. وأضاف "هذه السفينة يمكن أولا أن تفرغ شحنة من الوقود نحن بحاجة ماسة لها. هناك العديد من السفن التي ستكون كافية لتوسيع عملياتنا" مشيراً إلى أن الهدنة الإنسانية ستسمح للأمم المتحدة بتوسيع عمل فريق محلي يضم 600 شخص لدعم المحتاجين "بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، أو أماكن وجودهم في أنحاء البلاد".