فيما بدأ المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد شيخ أحمد، أمس، مهمته في التوصل إلى حلول للأزمة اليمنية، ووصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث تباحث مع القيادة الفرنسية في بعض التفاصيل المتعلقة بالأزمة، يصل اليوم إلى العاصمة السعودية لذات الهدف، وأشارت مصادر يمنية إلى أن مهمة ولد الشيخ لن تكون سهلة بأي حال من الأحوال، لا سيما في ظل التعقيد الذي وصلت إليه، نتيجة السياسات الخاطئة التي كان يتبعها سلفه، جمال بنعمر، والتساهل الذي غلف طريقة تعامله مع المتمردين الحوثيين، ما أغراهم بالتمادي في تعنتهم، ورفض كل الدعوات التي قدمت لهم للحوار. وقال المحلل السياسي، الأستاذ بجامعة تعز، سالم الصالحي في تصريحات إلى "الوطن"، "سقف التوقعات مرتفع مع بدء مهمة المبعوث الجديد، والكل يتوقع أن يبادر إلى وضع تقييم عملي للوضع الحقيقي على الأرض، لا سيما بعد أن دان المجتمع الدولي المتمردين الحوثيين، وحملهم مسؤولية التصعيد المتتالي للأحدث. لذلك نتوقع أن يبادر ولد الشيخ إلى اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة، بعد الاستماع لكل الأطراف، وأن يتخذ قراره السريع بتحديد زمان ومكان المؤتمر الشامل، الذي تُجمع كل الأطراف على أن يكون في الرياض، وتحت رعاية مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة". ومضى الصالحي يقول "إذا فرض ولد الشيخ شخصيته على المتمردين، وتعامل بالحزم المطلوب، وكانت تقاريره إلى مجلس الأمن واضحة ومحددة، فسيختصر على نفسه وعلينا المشقة، ويتمكن من إنجاز مهمته على أكمل وجه، وفي أسرع وقت. أما إذا اتبع سياسة سلفه الرامية إلى مهادنة المتمردين، والإمساك بالعصا من الوسط، فسيكون الفشل مصيره، والمجتمع الدولي لن يكون لديه مزيد من الصبر، فقد وصلت الأمور في اليمن إلى منحى متأخر". وختم تصريحاته بالقول "الأمور واضحة، والعالم أجمع يعلم ما هو الطرف المتعنت، والمطلوب هو التفكير في آليات وأدوات مناسبة لإرغامه على الخضوع للإرادة الدولية، ومن المهم التذكير بأن المتمردين لا يتجاوبون إلا مع أساليب الضغط والحزم والشدة، ولا ينفع معهم اللين والتراخي، فهم متمردون على الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، ولا بد من ممارسة أشد الضغوط عليهم، وإرغامهم على التراجع إلى مناطقهم الأصلية، وإلزامهم بإعادة كل الأسلحة التي استولوا عليها من مخازن الجيش النظامي". ويستلم المبعوث الجديد مهمته في ظروف أشد تعقيدا مما كانت عليه في عهد المبعوث السابق بنعمر. الذي تولى المهمة في وضع سهل نسبيا، فولد الشيخ يواجه وضعا معقدا وقطيعة حقيقية بين الفرقاء، بسبب إصرار الحوثيين على انقلابهم، والسيطرة على اليمن بقوة السلاح، وتنفيذ أجندة إيرانية إقليمية في اليمن.