يترقب اليمنيون بمزيد من الاهتمام ما ستسفر عنه مداولات أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال اليومين المقبلين، حول مشروع القرار العربي الذي تقدمت به دول مجلس التعاون الخليجي، لمطالبة الانقلابيين الحوثيين بالوقف الفوري لكل أعمال العنف. وسحب ميليشياتهم من كل المناطق التي اجتاحوها خلال الفترة الأخيرة، وإطلاق سراح المعتقلين، والتوقف عن الممارسات الاستفزازية. ويرى قطاع كبير من اليمنيين أن منظمات المجتمع الدولي وعلى رأسها الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي قد تعاملوا بصورة فيها كثير من التراخي مع الجماعة المتمردة، وأن المبعوث الدولي لليمن جمال بنعمر كان يمارس عمله بلا أدوات يستطيع من خلالها إرغام الحوثيين بالانصياع لرغبة المجتمع الدولي. كما دعوا في فترات سابقة المجلس إلى إصدار قرار واضح بالتعامل مع الأزمة وفق البند السابع من ميثاق المنظمة الأممية، الذي يتيح استخدام القوة ضد الأطراف المعنية، مشيرين إلى أنه لو تم ذلك منذ البداية لما وصلت الأمور إلى هذا الحد. ويرى الصحفي والناشط السياسي يحيى الوافي، أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتصحيح الخطأ الذي وقع فيه بداية الأزمة، وأن يظهر قدرا من الصرامة والحزم في وجه الانقلابيين، حتى يعودوا مرغمين إلى الانصياع لرغبة كل دول العالم التي طالبتهم بالجلوس إلى مائدة الحوار، وقال في تصريحات ل"الوطن" "الفرصة أتت من جديد للمجتمع الدولي، حتى يضع حدا لغطرسة الجماعة المتطرفة التي تحدت العالم أجمع، وأصرت على انتهاك الشرعية في اليمن، لذلك لا بد من موقف قوي، فقد اهتزت ثقة اليمنيين في المنظمة الدولية، وباتت جهود مبعوثها جمال بنعمر لا تلقى اهتمامهم لعلمهم أنه بلا أي أدوات ضغط تعينه على القيام بمهمته، واقتصر دوره على المناشدة. وقد أثبت المتمردون أنهم لا يقيمون وزنا للمجتمع الدولي، ولا يجيدون التعامل إلا تحت الضغط والتهديد وإصدار العقوبات، فهذا هو السبيل الوحيد الذي يمكن التعامل به معهم". ومضى الوافي بالقول "على دول المجلس ممارسة ضغوط في البداية على الدول التي تدعم المتمردين، وفي مقدمتها إيران وروسيا، فالحوثيون ليسوا سوى دمية في يد طهران ولن يستطيعوا عصيان أوامرها وطهران تستخدمهم كمخلب قط لتنفيذ مخططاتها في المنطقة، وتهديد الأمن القومي العربي. لكن القيادة الحكيمة في المملكة أدركت ببصيرتها النافذة خطورة هذا المخطط، وبادرت إلى اتخاذ موقف قوي، أعاد للأمة العربية هيبتها، وأوصل رسالة واضحة لأعدائها، مفادها أن زمن السكوت قد ولى إلى غير رجعة، وأن أي يد تمتد للأمة بسوء سيكون مصيرها البتر". واختتم الوافي تصريحاته بالقول "على العالم أن يدرك أن التمرد الحوثي تهديد للأمن والسلم العالميين، وأن ما يجري في الوقت الراهن هو تمهيد لسيطرة إيران على كل المعابر الرئيسة التي تحكم حركة التجارة العالمية، وأن إيران تهدف للسيطرة على باب المندب، وهو ما قال ساستها إنه يشكل أداة ضغط تفوق القنبلة النووية".