عندما أعلنت الإدارة النصراوية وبعد مرور سبع جولات فقط من منافسات دوري عبداللطيف جميل للمحترفين إقالة المدرب الإسباني "كانيدا"، رغم تصدر فريقها جدول الترتيب حينها، لم يطل الفراغ الفني كثيرا واتفقت الآراء بتعويضه بالأوروجوياني "خورخي داسيلفا" الذي قاد النصر خلال موسم 2009 إلى تحقيق المركز الثالث رغم قلة العناصر المميزة في صفوف الفريق حينها، وهو ما شجع النصراويين على إعادته، لاسيما أنه ينتمي لذات المدرسة التدريبية لمواطنه "كارينيو" صانع النصر الحديث مع رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي، الذي حصد ذهب الموسم الماضي واكتسح الجميع بأرقام مميزة وجديدة في تاريخ الرياضة السعودية. ونجح "داسيلفا" في صياغة الفريق النصراوي وواصل تصدره للمسابقة، بل نجح في زيادة الفارق النقطي أمام وصيفه الأهلي إلى خمس نقاط، لكن الفريق خسر بحضوره ثاني بطولات الموسم بخروجه من نصف نهائي كأس ولي العهد على يد الأهلي بطل المسابقة، وعاد ليخسر من جديد أمام الأهلي في الرياض في الدوري بنتيجه 3/4 في مباراة كان النصر متقدما بهدفين نظيفين، في مباراة تعرض بعدها "داسيلفا" لقرار انضباطي بالإيقاف أربع مباريات بسبب اعتراضه على حكم المباراة ليتقلص الفارق النقطي إلى نقطتين حتى الآن مع بقاء جولتين فقط، ولكن المصائب لا تأتي فرادى فقد خسر الفريق مع ضغط المباريات لاعبيه إبراهيم غالب وأحمد الفريدي بإصابات الرباط الصليبي التي ستمنعهم من الحضور بقية الموسم، إضافة إلى أن المدرب يعاني آسيويا وسيخوض مواجهة مصيرية اليوم أمام لخويا القطري ضمن منافسات الجولة الأخيرة لدور المجموعات لدوري أبطال آسيا، ويتوجب على العالمي ومدربه الخروج بالفوز فقط لبلوغ ثمن النهائي. السويلم: لا أتوقع استمراره وبعيدا عن السباق الساخن داخل الملعب بين النصر والأهلي باتجاه اللقب، نقلت "الوطن" تساؤل الكثير من المتابعين للشأن الكروي السعودي بشأن مدى إمكانية استمرار "داسيلفا" الموسم المقبل، حيث ذكر محلل "إم بي سي برو" محمد السويلم، أن النصر يملك زخما كبيرا من النجوم ولديهم أفضل مما يقدمون حاليا مع الأوروجوياني، وقال: "مع الوضع الفني الحالي للفريق لا أتوقع أن يستمر موسما مقبلا"، مشيرا إلى أن المدرب يفجر موهبة اللاعب من خلال تعامله معه وطريقة تدريبه ومنحه للفرصة في المباريات. وأضاف السويلم "كان بإمكان الأوروجواني حسم الدوري خلال لقاء الأهلي الذي كان في متناول يديه قبل أن يفرط في نتيجته"، وزاد: "قراءته الفنية للمباراة وتعامله معها لم يكن جيدا، وكان الأجدى لو أنه بحث على الأقل عن التعادل الإيجابي ليبقي الفارق النقطي على خمس نقاط"، مشيرا إلى أن الفريق النصراوي تنتظره محطتين حاسمتين، لعل أهمها ديربي الرياض مع الهلال الذي تحسن مستواه كثيرا في الفترة الأخيرة وتجاوز فترة تذبذب المستوى مع "ريجي" والظروف النفسية بعد خسارة لقب آسيا. كميخ: بقاؤه مشروط في المقابل، طالب المدرب الوطني علي كميخ، بالإبقاء على "داسيلفا" لموسم آخر، بشرط وصول الفريق إلى دورال16 آسيويا، وقال: "الكرة لاتزال في ملعبه كمدرب ويستطيع أن يحسم أموره بنفسه دون الالتفات لأي نتائج أخرى، فقط عليه التركيز في حصد نقاط مبارياته كاملة، سواء في دوري أبطال آسيا أو الدوري، ولكن في حال تفريطه بأي منهما لابد من رحيله"، مشيرا إلى أن أحد أسباب عزوف المدرج النصراوي هو عدم رضاه عن المستوى الفني الذي يقدمه الفريق مع داسيلفا وقال: "أعتقد أن جمهور النصر سيقف بقوة خلف فريقه ليحقق طموحاته التي يصبو إليها". وأكد كميخ أن الفريق مع المدرب السابق "كارينيو" قدم مباريات في قمة الروعة فنيا وحتى على مستوى النتائج، وقال: "كان الفريق يغيب عنه عنصر أو عنصران لكن إيقاع الفريق والتنظيم ثابتان لأن الفريق يلعب ككتلة واحدة، ولعل مواجهته الهلال دون أجانب الموسم الماضي أكدت مدى قدرة "كارينيو" على قيادة الفريق في أصعب اللحظات إلى بر الأمان وتحقيق النتائج المرجوة".