انتقد الكاتب والناقد المسرحي عباس الحايك "المخرجين" بعدم قدرتهم على اقتناص النص الجيد والتعاطي معه وأن أكثرهم لا يجهد نفسه في البحث، وينتظر النص الجاهز. ونفى الحايك الذي يشارك نصه "بارانويا" حاليا في مهرجان الكويت للمونودراما، ما يتردد عن قلة كُتاب المسرح قائلا ل"الوطن": هذا ما أشاعه كثير من مخرجي المسرح رغم وجود كم هائل من النصوص الذي يكفي المسرح العربي لسنوات، قبل سنوات كان هناك موقع "مسرحيون" وكان المزود الرئيس لمخرجي المسرح، خصوصا بالنصوص المسرحية، ويحتوي الموقع 5 آلاف نص على حسب مديره الراحل قاسم مطرود، وهذا يؤكد عدم صحة هذه المقولة. تجارب وعن المهرجان قال إن وجود أي مهرجان هو ضخ للروح في المشهد المسرحي العربي، والمهرجان يعد إضافة للمهرجانات المسرحية في الكويت، التي تختلف في طبيعتها من مهرجان شباب إلى مهرجان أكاديمي، وهو يعنى بمسرح المونودراما من خلال استضافته مسرحيات عربية، ما يشكل مساحة للتجريب المسرحي، وينتظر منه تسليط الضوء على المونودراما وكيفية التعامل معها، وسيضع المسرحيين في تماس مع عدد من التجارب المتباينة عربيا وخليجيا، وسيكون فضاء للجدل حول هذا الفن. تفرّد ووصف الحايك مسرح المونودراما في الخليج والسعودية بشكل خاص، بأنه فن يشبع رغبة الممثل في التفرد، فهو وحده مواجه للجمهور، وهو ما يجعله المحبب لكثير من الممثلين رغم رفض عدد من المهرجانات مشاركة عروض المونودراما ضمن مسابقاتها، فانتشرت المهرجانات الخاصة في الدول الخليجية، وما زالت العروض المسرحية ذات الشخصيات المتعددة هي الطاغية، ولا تشكل عروض المونودراما سوى نسبة ضئيلة من عدد العروض التي تنتج سنويا، لذا لا يمكن أن تضعنا أمام ملامح واضحة لهذا الاتجاه المسرحي لا في السعودية ولا على مستوى الخليج، لا سيما أن هذا الاتجاه لم يستطع أن يكون مسرحا شعبيا ويقترب من الجمهور العادي. حكواتي وأضاف: ظلت المونودراما حبيسة المهرجانات الخاصة كما هو الحال في تجربة اللبناني رفيق علي أحمد الذي حول مسرحه الحكواتي إلى فن شعبي يستقطب جمهورا واسعا، وأعتقد أننا سنحتاج إلى وقت طويل في الخليج أو في السعودية لنتمكن من تحويل هذا المسرح إلى عمل جماهيري وقراءته قراءة نقدية. وعن نصوص المونودراما، قال إن لها تميزا كونها تحتاج لجهد أكبر في الكتابة عكس النص المسرحي ذي الشخصيات المتعددة، فالمجهد هو كيف يمكن للكاتب أن يكتب نصا مشدودا لا ملل فيه ويعتمد على التداعي وقريب من السرد ويضفي عليه نكهة الدراما، نصا يملك حدثا وحوارا حيويا رغم فردانيته حتى لا يصبح مجرد سرد تقليدي سطحي أقرب للسرد الحكائي.