أثارت الأنباء الواردة حول طلب إريتريا الانضمام إلى قوات الائتلاف التي تقودها المملكة لاستعادة الشرعية في اليمن، عددا من ردود الفعل المتباينة بين محللين سياسيين متخصصين بالشأن العربي في ظل الوجود الإسرائيلي والإيراني في الجزر الإريترية خلال السنوات الأخيرة بما يضعه من علامات استفهام كثيرة تتعلق بالنوايا الإريترية. وفي هذا السياق، قال مسؤول مكتب الإعلام في المكتب التنفيذي لجبهة التحرير الإريترية المعارضة عثمان صالح ل"الوطن": "في ظل وجود مؤشرات قوية على نجاح عملية عاصفة الحزم فإن الحكومة الإريترية تناور لتغيير مواقفها ضد إيران، علما بأن الرئيس الإريتري إسياس أفورقي قال في الأسبوع الماضي عبر صحيفته الرسمية عدم وجود أي علاقة له بالحوثيين. وأضاف "نحن في جبهة التحرير الإريترية نأمل أن لا تنخدع أطراف الائتلاف بهذه المناورات، لأنها تأتي من جانب نظام أسمرة، كمحاولة لتمرير العاصفة ثم لا يلبث أن يعود إلى تخريبه المعروف، ولا نعتقد أيضا بأنه مؤهل بسوابقه المعروفة ضد دول المنطقة للانضمام إلى ائتلاف يسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار". من جانبه، قال وزير الدولة السوداني الأسبق محمد يوسف المصطفى ل"الوطن" إن هناك معلومات عن تأجير إريتريا جزرا تابعة لها لإيران وإسرائيل، وإن حكومتها تفسر ذلك بأنه يصب في مصالحها المادية، ومن ثم فإن الحديث الحالي عن انضمام إريتريا للتحالف ربما يكون مبعثه المقايضة. وتوقع أن تقدم السعودية ودول الخليج عروضا أفضل، وإحلال قوات سعودية وخليجية في الجزر ذاته مقابل عرض مالي أكبر. مؤكدا أن الرئيس الإريتري لن يضحي بعلاقاته مع إيران وإسرائيل دون مقابل. بدوره، استبعد المحلل السياسي السوداني محمد الأسباط انضمام إريتريا للائتلاف، وقال "لا أعتقد أن تنضم هذه الدولة للعمليات العسكرية، لأن أفورقي يدير سياسة بلاده الخارجية بمزاج معادي لكل ما هو عربي، لافتا إلى أنه رجل يصعب التنبؤ بسلوكياته، ما يحتم عدم وجوده ضمن التحالف"، فيما أشار أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أم درمان الإسلامية صلاح الدومة إلى أن قوة الائتلاف العربي ربما تدفع أفورقي إلى أن يلتزم الحياد، مشيرا إلى أن احتمال تحالفه مع إيران والحوثيين بات ضعيفا، خاصة أنه يأمل في الحصول على مساعدات مادية من المملكة، بعدما خاض التجربة مع حليفه الإيراني الذي يتصف بالبخل الشديد. من جانب آخر، قال السياسي السوداني أمير بابكر ل"الوطن" إن إريتريا كانت قدمت في وقت سابق طلب عضوية للجامعة العربية كمراقب، وذلك قبل "عاصفة الحزم" وإذ كان هناك حديث حول تعاون الحكومة الإريترية والحوثيين، لافتا إلى رفض الطلب الإريتري، وأضاف أنه من هذا المنطلق فإن حكومة أفورقي ستمضي قدما إلى خيار الانضمام إلى تحالف "عاصفة الحزم" في حال طلب منها ذلك، لافتا إلى أن إريتريا تعاني أزمات سياسية واقتصادية متعددة وربما تري في انضمامها للتحالف إنقاذا لها.