الضربة الأخيرة التي تعرضت لها بعض المنشآت في الأراضي الإريترية التي أصبحت مثار جدل بين الخبراء والمتخصصين، باعتبار أن الضربة استهدفت مواقع في منطقة المرتفعات الغربية الإرتيرية في مدينة ماي عداقا، والتي تعدّ مستودعا للأسلحة والذخيرة في منطقة المنخفضات الغربية في منطقة تسمى بيشا للتنقيب عن الذهب. جاءت الضربات في أعقاب اختطاف طائرة هليوكوبتر تابعة للقوات الجوية الإثيوبية من قاعدة دبرزيت العسكرية، وتستخدم المروحية في عمليات التدريب، وتم اختطافها من قبل أفراد في المعارضة، بالتعاون مع النظام الإريتري، الأمر الذي أثار حفيظة أديس أبابا. ويذكر أن معظم الاتهامات لإثيوبيا تأتي بأنها قامت بهذه الضربات للرد عن اختطاف الطائرة. ونفى رئيس الوزراء الإثيوبي في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي قيام حكومته بتوجيه ضربة داخل الأراضي الإريترية. الظهور الإيراني ورغم نفي وسائل إعلام إريترية وجود علاقة بين أسمرة وجماعة الحوثي، حسبما أكدت السفارة الإريترية في الرياض، الإ أن خبراء متخصصون في شؤون القرن الأفريقي أكدوا أن المعارضتين الإثيوبية والإريترية لعبتا دورا كبيرا في تأجيج الصراع بين البلدين. خاصة في الفترات الأخيرة عقب استضافة أسمرا للمعارضة الإثيوبية. كما استضافت أديس أبابا المعارضة الإريترية، الشيء الذي خلق نوعا من الصراع وتصعيده، خاصة بعد انحياز كل دولة للغرب والدول العربية، وظهور إيران في المنطقة ربما يقود بدوره إلى صراع طائفي. وقالت وسائل إعلام سودانية وإثيوبية إن النظام الإثيوبي قام بتوجيه ضربة للنظام الإريتري كنوع من رد الاعتبار لخطف الطائرة الإثيوبية. الدور الإريتري على صعيد متصل، قال صحفي إريتري معارض - رفض الكشف عن اسمه لاعتبارات أمنية - إن نظام أسمرة يعمل على كسب كل الجوانب، ويحاول إدخال المنطقة في صراع عربي - إيراني، خاصة بعد أن أحس بفقدان الجانب العربي، فحاول كسب ود إيران والعمل في اتجاه ضغط على بعض الدول العربية التي ترفض تدخلات إريتريا في المنطقة. من جهته، قال رئيس حزب العدالة في ولاية نهر النيل السودانية مصلح نصار الرشيدي في تصريحات إلى "الوطن": "جزر أرخبيل دهلك تعدّ مركزا استخباريا عالميا، ينشط فيه عدد من المخابرات العالمية، وفي تقديري أنها الخطر الحقيقي الذي يدعم الحوثيين الآن، ولدى إيران سفارة في الخرطوم، ولتنفيذ الأجندة في دولة إريتريا اعتمدت طهران سفيرها المقيم في الخرطوم قائما بالأعمال في إريتريا، وهذا السفير يقوم بزيارات دورية إلى أسمرة بواقع مرتين في الأسبوع، حسب مقتضيات الأمر. وأضاف أن الجزر الأخطر هي تلك التي تمتد حتى الحدود اليمنية، وكشف الرشيدي أن ميناء عصب يديره الآن إيرانيون، وأصبح ميناء إيرانيا بالكامل، إذ يدار بسرية تامة". مافيا الأسلحة وأضاف الرشيدي أن هناك تجار أسلحة من جنسيات مختلفة يقيمون في إريتريا، هم من يقومون بتوصيل الأسلحة للحوثيين عبر ساحل البحر الأحمر حتى سيناء. ولدى هذه المافيا علاقات مع مسؤولين كبار في حكومات المنطقة. وامتدح الرشيدي موقف السودان من المشاركة في عاصفة الحزم، قائلا إنه موقف مشرف، لكنه يحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر أخرى، حتى تكون المشاركة السودانية في الحلف العربي لمحاربة الحوثيين أكثر جدوى وفعالية. في سياق متصل، قال المدير العام الأسبق للمخابرات السودانية الفريق الفاتح المصباح في حديثه ل"الوطن": "أعتقد أن المعطيات الجديدة في المنطقة لا بد أن تؤدي إلى تغيير كبير في سياسات دول المنطقة، وأن ظروف الفترة السابقة لم تكن بها حرارة الموقف الآن، لذلك كانت الدول تتصرف بصورة منفردة، حسب علاقاتها".