في حوار مع المثقفين العرب نظمه المجلس المصري للعلاقات الخارجية حدد الرئيس الاريتري أسياس أفورقي مشاكل بلاده في اربعة اتجاهات انعكست بالسلب على استقرار منطقة القرن الافريقي بأكمله.. اولها .. علاقة اريتريا باثيوبيا التي اتهمها افورقي بانها هي سبب المشاكل والصراعات في المنطقة نظراً لان اثيوبيا تريد ان تفرض وجه نظرها على المنطقة في همينة سياساسية تمارسها على دول القرن الافريقي وقال افورقي ان بداية الصراع تعود إلى نزاع حدودي مع اثيوبي جيش له اثيوبيا الجيوش واستولت على احدى المدن الاريترية الحدودية وبعدها اندلع الصراع واخذ اشكالاً مختلفة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وتدخلت عدة جهات اقليمية ودولية وبعد تم الاحتكام إلى الاممالمتحدة في صورة محكمة العدل الدولية التي اقرت بالحق الاريتري في المناطق التي استولت عليها اثيوبيا والى الان وهي لم تطبق هذه القرارات في صورة من احدى صور انتهاك الشرائع والقوانين الدولية وتحاول الان ان تتراجع عن موقفها السابق وتطالب المحكمة بتغير قرارها كل هذا يؤكد ان اثيوبيا لديها اجندة تحاول تطبيقها في القرن الافريقي من خلال السودان والصومال وجيبوتي وفرضها على الجميع عن طريق المساومات للسياسية تارة وعن طريق المناورات العسكرية تارة اخرى. واعتقد افورقي ان يستمر الصراع مع اثيوبيا ويأخذ فترة زمنية بعيدة ويحدث قلاقل في منطقة القرن الافريقي ويغيب من عملية الاستقرار في القرن الافريقي نظراً للعقلية التي تسيطر على القائمين في اديس ابابا وطالب افورقي الدول ذات التأثير في المنطقة وكذلك المجتمع الدولي بالضغط على اثيوبيا لتطبيق القرارات الدولية الخاصة بخاصة الصراع بينهما. وحول مشكلة اريتريا مع اليمن والتي اخذت ابعادا مختلفة منذ نشأة الصراع على جزيرة حنيش وتحويل ملف الازمة إلى محكمة العدل الدولية قال افورقي انه لا يوجد صراع استراتيجي مع اليمن ولكن محور الاختلاف بين البلدين يعود منذ فترة وكان مصدره ارخبيل جزر حنيش في البحر الاحمر والذي اقترحت اريتريا ان تعرض مسألة الخلاف على تلك الجزر والتي ورثتها عن الاستعمار الاثيوبي على محكمة العدل الدولية وقال افورقي اتفقنا في بداية الازمة عدم اللجوء إلى القوة.. وتم عرض المسألة على التحكيم الدولي.. وقرر التحكيم الدولي اعطاء اليمن حق السيطرة على جزر حنيش واعطى لاريتريا حق الصيد التقليدي في المياه اليمنية واعطت المحكمة فرصة ثلاثين يوماً لتقديم حق الاعتراض على هذا القرار وقبل انتهاء الثلاثين يوماً نشرت الصحف اليمنية على لسان كبار المسئولين بها انه من حق اليمن ايضاً الصيد في المياه الاريترية ونقلنا هذا للمحكمة وطلبنا من اليمن الرد الا ان اليمن ردت بان العلاقات مع اريتريا طيبة ولا تتعدى تصريحات للصحف ورضيت بالقرار الدولي ثم بعد فترة خرجت اليمن على هذا القرار بان اليمن لها ايضاً حق الصيد في المياه الاقليمية الاريترية مما عكر صفو العلاقة بين البلدين. اما بخصوص الازمة القائمة مع السودان والتي يقول المراقبون أنها محور زيارة افورقي إلى القاهرة وبدعوة من الرئيس حسني مبارك لحل تلك الازمة قال الرئيس الأريتري ان قضيتنا مع السودان معقدة نظراً لانها تأخذ ابعاداً عدة مما اثرت على المنطقة كلها ويقول افورقي ان مشكلة السودان تعود في تعقيدها الاول هو فرض رأي واحد على شعب يتميز بكثرة عناصر الاختلاف فيه ما بين الشمال والجنوب خاصة في فترة وجود الترابي في الحكم وفرضه للشريعة الاسلامية على الجميع واعطى الترابي فرصة لانتشار الفكر الارهابي واحتضن السودان التنظيمات الارهابية وشخصيات مرفوضة دولية مثل كارلوس وبن لادن وكان لنا موقف سابق تجاه تلك المنظومة الحاكمة في الخرطوم فاريتريا ليس لها مشكلة مع السودان بل ان علاقاتنا علاقة استراتيجية منذ القدم لكن مشكلتنا مع النظام الحاكم نظراً للممارسات التي يمارسها في حكمه ورفض تلك الممارسات منذ فترة والشعب السوداني نفسه رفض هذه الممارسات التي ترفض ايدلوجية واحدة وبالقوة وزادات المعارضة في الجنوب والشمال.. ورغم ان الحكومة حاولت في فترة فتح علاقتها مع دول الجوار بعد طردها للمنظمات الارهابية وسجن الترابي مما اتاحت تلك الممارسات إلى ظهور حلول في الافق لحل المشكلة السودانية فكانت مبادرة الايجاد وبعدها المبادرة المصرية الليبية المشتركة ثم ظهرت احداث 11 سبتمبر وتداعياتها على العالم اجمع ومنها القرن الافريقي وبالتالي السودان الذي اسرع بتقديم معلومات هامة إلى الامريكان حول التنظيمات الارهابية التي استضافها من قبل على ارضه واحدثت قلاقل عدة في المنطقة ثم كانت مبادرة مشاكوس ونتأجها القائمة في المشكلة السودانية.. وبعد فترة توترت الامور بيننا مرة اخرى وكان السبب في هذا التوتر الجديدة هو حكومة الخرطوم والتي اتهمتنا بدعم الحركات المتمردة على الحدود الاريترية السودانية واتهمونا باننا ندعم هؤلاء المتمردين وبعث العقيد القذافي بفريق يحقق في الادعات السودانية وجاء تقرير الفريق ليؤكد براءة اريتريا من الاتهامات السودانية الباطلة واخيراً اقامت تحالف استراتيجي مع اثيوبيا ضدنا ثم مع اليمن ونحن لسنا في حالة عداء مع السودان فليس من مصلحة ارتيريا ان تدخل في صراع مع السودان ب نحن في حالة عداء مع اثيوبيا لان اثيوبيا كما ذكرت من قبل هى المحركة لكل الامور وتحاول ان تفرض اجندتها الخاصة على جميع دول المنطقة التي كان من نتيجتها احداث القلاقل التي تعاني منها حالياً كل شعوب المنطقة فالسودان ارتكب خطأ كبيراً في تحالفه مع اديس ابابا. وحول ما يتردد بشأن اتفاق دول التحالف الجديد بين كل من (اليمن واثيوبيا والسودان) على ازالة نظام افورقي.. قال افورقي لا يحق لاي دولة او مجموعة دول تجمع بينهم المصالح بأن يتأمروا على تغيير نظام من النظم فهذا حلم بعيد المنال بنسبة لتلك الدول.. وقال افورقي ان هناك استراتيجية موحدة في القرن الافريقي تجمع بين الدول الثلاث معالم تلك الاستراتيجية تحقيق المصالح الخاصة على حساب الاخرين وحقوقهم. وحول مشكلة الصومال وابعادها على غياب الاستقرار في شرق افريقيا قال افورقي في حواره بالمجلس المصري للعلاقات الخارجية ان الصومال جزء لا يتجزأ من المنطقة وان الاحداث القائمة على ارضه تنعكس بالسلب على المنطقة بأكملها وارجع افورقي تأزم المشكلة الصومالية وغياب الحل لتلك الازمة إلى الدور الاثيوبي فيها حيث اديس ابابا حريصة على عدم عودة الصومال إلى ما كان عليه حيث سيهدد هذا نفوذها وتأثيرها في المنطقة وبالتالي فهي دائماً توقد نار الفتنة واشتعال الفتنة بين العشائر والقبائل في الصومال اما ارتيريا لانه يغيب عنها أي اجندة تتسم بالهيمنة فهي ترحب بعودة الصومال إلى ما كان عليه في ظل تغير الظروف الدولية والاقليمية التي احاطت بالمشكلة الصومالية. وحول غياب اريتريا عن المنظومة العربية برغم كل المؤهلات اتي تساعدها على الالتحاق بالجامعة العربية قال افورقي ان هناك فرق كبير بين الانتماء الحضاري والثقافي وبين الاختيار السياسي فالانتماء الحضاري تحكمه عوامل اللغة والثقافة والدين وهذه عوامل تؤكد انتماءنا إلى الحضارة العربية بلا شك اما الاختيار السياسي فتحكمه المصالح ولهذا لم نحدد التوقيت المناسب للالتحاق بالجامعة الذي سيتربط فيه مصالحنا التي نستطيع تحقيقها من خلال وجودنا كعضو بالجامعة العربية وهذا ما نقصده من عدم انضمامنا إلى الجامعة العربية وهذا متروك للزمن ونحن في اريتريا نحاول ان نبحث عن الاليات التي تجمعنا بالعرب وتحقق لنا جميعاً المصالح بغض النظر عما اذا كنا اعضاء بالجامعة العربية ام لا. وحول ما ذكر عن ان هناك ضغوطاً امريكية على اريتريا بعدم انضمامها إلى الجامعة العربية مهدداً بذلك باستخدام سلاح المعونات المهم جداً للاقتصاد الاريتري.. حتى لا تكتمل الدائرة العربية على البحر الاحمر ويتحول إلى بحيرة عربية قال افورقي لا احد يمكنه ان يمارس ضغوطاً على اريتريا لتحقيق مصالحه الخاصة سواء كانت سياسية او امنية وعدم انضمامنا للجامعة العربية لا علاقة له بالضغط الامريكي كما يدعي البعض فاذا كانت الدول الكبرى في العالم العربي وتملك مقومات القوة السياسية والاقتصادية على علاقة حميمة بامريكا.. فما الذي يمكن ان تصنعه اريتريا الفقيرة والضعيفة. وحول علاقة بلاده المشبوهة باسرائيل واحتمالات وجود قواعد عسكرية لاسرائيل في اريتريا قال افورقي ان علاقتنا باسرائيل لا تتعدى الاطار الدبلوماسي وهي علاقة تورثناها عن النظام القديم وليس لدينا النية في تطويرها بل هناك دول عربية على علاقة باسرائيل افضل منا بكثير واما بخصوص وجود قواعد عسكرية اسرائيلية علىا لاراضي الاريترية فهذا امر مستبعد وغير منطقي ان تقوم اريتريا بهذا الدور.