منذ الضربة الجوية الأولى التي تعرض لها المتمردون الحوثيون في إطار عملية "عاصفة الحزم"، باشر مسلحوهم تنفيذ مهمات جديدة تعوضهم عن هذه الصدمة، واقتحموا مؤسسات إعلامية وأغلقوها بالقوة، كما اختطفوا صحفيين واعتدوا على آخرين، بسبب رفضهم الانقلاب على الشرعية. وخلال ستة أيام فقط من انطلاق العاصفة، سعى الحوثيون إلى قمع الحريات، وإيقاف الجهة الإعلامية التي لا تلتزم بموجهاتهم، أو تقف إلى جوار شرعيتهم المزعومة، ومارسوا انتهاكات تتجاوز إجمالي الانتهاكات في اليمن لأكثر من عام. وشملت تجاوزات الميليشيات الحوثيية ضد وسائل الإعلام اقتحام قنوات تلفزيونية، وإيقاف صدور صحف إخبارية، وحجب مواقع إلكترونية محلية وخارجية، ومن بينها موقع صحيفة "الوطن" الإخباري. واقتحم حوثيون، في اليوم التالي لعملية "عاصفة الحزم"، مقرات أربع قنوات يمنية، وعبثوا بمحتوياتها، ولا يزالون يحتلون ثلاثا منها. وتلك القنوات هي "يمن شباب"، و"سهيل"، و"السعيدة" و"معين". ويروي وليد الجعوري، أحد العاملين في قناة يمن شباب، وقائع اقتحام الحوثيين لمقر القناة بالعاصمة صنعاء، ويقول ل "الوطن" إن الحوثيين طردوا الموظفين وعبثوا بكل محتويات القناة، وعمدوا إلى تكسير بعض الأجهزة الخاصة، ولا يزالون يحتلونها إلى الآن. كما يتمركز مسلحون حوثيون داخل مقر مؤسسة المصدر للصحافة بعد أن اقتحموها واحتجزوا موظفيها لساعتين وصادروا مقتنياتهم، وأوقفوا إصدار صحيفة المصدر اليومية. وأخيراً، حجبت شركة يمن نت، موقع "المصدر أونلاين" بتوجيهات من جماعة الحوثيين. كما حجب أكثر من عشرة مواقع إخبارية لا تدين لهم بالولاء، ومن بينها موقع صحيفة "الوطن"، وأصبح من الصعب تصفح الزوار لتلك المواقع من داخل اليمن دون العودة لاستخدام برامج لكسر الحجب. واستنكرت نقابات صحفية عديدة سلوك الحوثيين المعارض لحرية الرأي والرأي الآخر. وأصدرت تلك النقابات، ومنها نقابة الصحفيين اليمنيين، والاتحاد الدولي للصحفيين، بيانات مختلفة تدين هذه الحوادث وتصفها ب "السلوك الهمجي" الذي ينبئ عن عقلية القمع وفرض الرأي بقوة السلاح. كما نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرا عن الانتهاكات ضد وسائل الإعلام في اليمن، وقالت إن الحوثيين اعتدوا على وسائل الإعلام وأساؤوا لها.