خرج عشرات الآلاف من اليمنيين إلى الشوارع في مدن تعز وإب والحديدة وشبوة لإعلان تأييدهم العملية العسكرية العربية التي بدأت أمس الأول ضد المسلحين الحوثيين، فيما حالت اشتباكات وقعت في أطراف عدن دون خروج سكانها للاحتشاد تأييداً للضربات، لكن خطباء المساجد في المدينة أشادوا ب «العاصفة» وهاجموا الانقلابيين وحثُّوا المواطنين على الحفاظ على استتباب الأمن. وقال شهود عيان إن عشرات الآلاف من سكان تعز تجمعوا ظهر أمس في ساحة الحرية في قلب المدينة وأدوا صلاة الجمعة ثم نصبوا منصة في الساحة وبدأوا ترديد الهتافات المؤيدة للتدخل ضد الحوثيين والمحتفية بالملك سلمان بن عبدالعزيز. وذكر شاهد عيان أن المجتمعين في ساحة الحرية غادروها بعد عدة ساعات وانطلقوا في مسيرات حاشدة جابت الشوارع ورفعت أعلام المملكة العربية السعودية وصور خادم الحرمين الشريفين والرئيس الشرعي عبدربه هادي. وبحسب المصادر، فإن المظاهرات في تعز لم تنقطع منذ بدء العملية العسكرية، وهي تحركات عفوية وإن شارك فيها سياسيون وأعضاء أحزاب بكثافة. وفي إب، احتشد الآلاف في وسط المدينة، واعتبر المتجمعون أن التدخل العسكري العربي والخليجي كان حتمياً قبل أن يُسقِط المتمردون عدن العاصمة المؤقتة للبلاد. وندَّد المتظاهرون بالتدخلات الإيرانية السافرة في بلدهم ودعمهم التمرد على مؤسسات الدولة، ما دعا العرب إلى التدخل لوقف هذا المد الإيراني، كما نددوا بالانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان التي يرتكبها الحوثيون في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم أو لدى دخولهم مناطق خاضعة لسيطرة القوات الحكومية. وفي محافظة شبوة، أفادت مصادر إعلامية بأن مسيرة انطلقت من الجامع الكبير في مدينة عزان عقب صلاة الجمعة مباشرةً ترحيباً بخوض الخليجيين والعرب المواجهة ضد الانقلابيين. ونقل موقع «عدن الغد» عن شهود عيان قولهم إن آلاف المواطنين توافدوا إلى عزان قادمين من مختلف مديريات مناطق الواحدي الواقعة جنوب محافظة شبوة؛ للمشاركة في المسيرة. وذكر الموقع أن المتظاهرين رفعوا صور الملك سلمان بن عبدالعزيز ولافتات شكر للسعودية والدول العربية المشاركة في العملية، وقالوا إنها أربكت المتمردين ومنعت تقدمهم إلى الجنوب. إلى ذلك، حالت الاشتباكات على أطراف عدن دون خروج سكانها للتظاهر تأييداً ل «عاصفة الحزم»، بحسب الناشط أنيس منصور. وقال منصور ل «الشرق» إن سكان المدينة كانوا ينوون الاستمرار في التظاهر بعد أن خرجوا إلى الشوارع أمس الأول، لولا وقوع اشتباكات على أطرافها بين مناهضين للمتمردين وقوات موالية لهم. وأوضح منصور أن السكان يترقبون ما سيجري في الساعات المقبلة، وأنهم في انتظار المجاميع المسلحة التي قيل إنها قادمة من محافظة شبوة التي تبعد عنها ب 385 كم إلى الشرق. وفي شبوة، أطلقت عقب صلاة الجمعة في بلدة عزان محافظة شبوة مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف من أبناء مناطق الواحدي عقب دعوة وجهها الشيخ عبدالواحد الواحدي لتأييد عملية عاصفة الحزم العربية ضد الحوثيين في اليمن. إلا أن خطباء المساجد في العاصمة المؤقتة للبلاد تناولوا «عاصفة الحزم» في خطبهم أمس، واعتبروا أنها كانت لازمة؛ لأن المدينة كانت على وشك السقوط في يد المتمردين والقوات الموالية لهم. وتحدث الخطباء عن ضرورة مشاركة المواطنين في الحفاظ على استتباب الأمن في المدينة، وأبدوا تفاؤلاً بالتطورات الأخيرة. وكانت مظاهرات مؤيدة للعملية خرجت أمس الأول في عدن وتعز ومناطق أخرى من اليمن. في سياقٍ آخر، نفذت جماعة الحوثي حملة مداهمات لعددٍ من مقار وسائل الإعلام اليمنية المؤيدة ل «عاصفة الحزم». وأكدت مصادر أن حملة المداهمات التي شرعت الجماعة في تنفيذها ليلة الخميس في صنعاء؛ طالت مقر قناة «يمن شباب»؛ إذ نُهِبَت معداتها وأجهزتها، ومقر صحيفة «المصدر»؛ إذ اعتُقِلَ صحفيون يعملون فيها. وأضافت المصادر «إن الحوثيين وفي إطار تقييدهم للحريات الإعلامية قاموا بحجب عددٍ من المواقع الإخبارية اليمنية على شبكة الإنترنت لنشرها أخباراً وتقارير مؤيدة لعاصفة الحزم». ولاقت حملة المداهمات ردود أفعالٍ غاضبة من قِبَل ناشطين سياسيين وإعلاميين يمنيين عدُّوا تلك الإجراءات تناقضاً مع إعلان المتمردين مؤخراً التزامهم بالحريات الإعلامية.