حذر خبراء وسياسيون في تصريحات إلى "الوطن" من خطورة تطورات الأوضاع في اليمن، في ظل التدخل الإيراني في المشهد. مشيرين إلى أن أي مساس من جانب إيران أو جماعة الحوثي بمضيق باب المندب، يمثل خطاً أحمراً في المصالح المصرية. وأكدوا أن أطماع إيران تدفعها إلى تحريك الحوثيين باتجاه المضيق، ما يمثل تهديداً مباشراً للاقتصاد المصري، حيث إن مضيق باب المندب يمثل بوابة الدخول والخروج لقناة السويس، وأي مساس به يعد تهديداً مباشراً لمصدر الدخل الأول في مصر. كما دعوا الحكومة المصرية إلى الاهتمام بالأمر وعدم إهماله، حتى لو استلزم الأمر التدخل العسكري المباشر لحماية مصالحها الاستراتيجية. أطماع إيران بداية، يقول المستشار بكلية القادة والأركان، الخبير العسكري اللواء محمد الشهاوي "التهديدات التي تقوم بها جماعة الحوثيين بشأن باب المندب، ومهاجمته والاقتراب منه لمسافة 150 كيلو متراً، ستؤثر على تطورات الأوضاع في اليمن، لأن تهديد باب المندب خط أحمر، خاصة أنه يضر بمصالح دول كبرى، وحركة ملاحة تلك الدول في قناة السويس، وجميع الدول الكبرى سوف تتصدى لهذا المخطط بما فيها مصر"، وأضاف "الأطماع الإيرانية في باب المندب قديمة، فهي تسعى إلى السيطرة عليه بهدف السيطرة على حركة التجارة في العالم، واستخدامه ورقة في تفاوضها مع الدول العظمى، ولكن دول العالم ستتصدى لذلك، وهو ما يدركه الحوثيون جيداً، لكنهم يطلقون هذه التهديدات للضغط على دول الخليج العربي، حتى تحرك قواتها باتجاه باب المندب لتعطيل حركة الملاحة العالمية، ومصر جاهزة وقواتها البحرية على أهبة الاستعداد، بالتعاون مع الدول الأخرى، للتصدي لأي أعمال عدائية تستهدف مصالحها، أو تمثل تهديداً للأمن القومي للمنطقة". تهديد الاقتصاد المصري بدوره، قال الخبير في العلوم السياسية، المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتجية بالقوات المسلحة اللواء أحمد عبدالحليم "مضيق باب المندب ممر التجارة العالمية، والأساطيل العسكرية لجميع الدول، ولذلك لا توجد خطورة عليه من قبل الحوثيين، لأن جميع الدول لن تسمح لهم بالسيطرة عليه، وهو ما عبر عنه عدد من دول المنطقة، عندما وجهت تهديداً مباشراً باستخدام القوة العسكرية في حال سيطرة المتمردين على الأوضاع في اليمن"، مرجعاً دعم إيران للمتمردين إلى أن الحوثيين يشكلون جزءاً منهم، فضلا عن أن إيران تتطلع إلى الوصول إلى المنطقة العربية، وليس فقط اليمن، لأنها تريد أن تكون لها سيادة في تلك المنطقة، إضافة إلى أن للشيعة أطماعاً كثيرة في المنطقة العربية، حيث يتطلعون إلى الاستيلاء على الخليج العربي وتحويله إلى خليج فارسي". وفي السياق ذاته، قال الأمين العام لاتحاد نواب مصر، المستشار ياسر القاضي، "المشهد أوسع من كونه صراعاً يمنياً داخلياً، حيث يشكل خطراً محدقاً على الأمن القومي العربي، وتدخل إيران في المشهد وتحرك الحوثيين نحو مضيق باب المندب هما أمران خطيران على المصالح المصرية العليا، حيث إن هذا المضيق هو بوابة الدخول والخروج من قناة السويس، والعالم ينتظر قناة السويس الجديدة، وهناك أيضا من لا يريدها، سواء الكيان الصهيوني أو غيره"، محذراً من "محاولات إقامة قناة موازية بتوصيل البحر الميت بالمتوسط ومنه إلى البحر الأحمر، وعمل شبكة سكك حديد من ميناء أسدود بالمتوسط إلى النقب على البحر الحمر، ما يعد وسيلة لضرب المصدر الاستراتيجي لمصر".