للعدالة عنوان يدل على المساواة في توزيع الحقوق مهما تباعدت مواقع المستحقين، وللعدالة معادلة ترشد إلى المساواة والعدل في توزيع التنمية على كل أجزاء وأطراف الوطن بغض النظر عن المكان والاسم، كل ذلك وأكثر جاء مختصرا في جملة واضحة وصريحة كانت أشبه ب"كبسولة دواء" لعلاج التنمية وعدالة المساواة، أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمام الشعب السعودي وأمراء المناطق والوزراء والعلماء وأعضاء مجلس الشورى أول من أمس. كلمة الملك سلمان كانت المطلب الأول للإعلام، وكان الترقب سمة المشهد الإعلام حتى بثت الكلمة، فغيرت مسار الأخبار، وسيطرت على الصفحات وشاشات الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي ورسائل الهواتف الذكية، فعايش الشعب السعودي كل عبارات الكلمة بعناية وتمعن، ومنها تلك العبارة التي أكد فيها الملك على عنوان العدالة والمساواة فقال "... كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى". خص الملك المواطن وكل أجزاء الوطن بكلمة العموم "كل" ليؤكد حقهم بالاهتمام والرعاية منه مباشرة، وزاد ليؤكد المؤكد وحرصه عليه بأنه لا فرق بين مواطن وآخر، ولا فرق بين منطقة وأخرى، في معادلة لعدالة توزيع ثروات الوطن، وتعميم تنميته على كل الأطراف ليستفيد منها "كل" مواطن أينما كان وحيثما حل. ولم يقف حرص الملك على كل أجزاء الوطن ومناطقه في كلمته، بل وجه ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بالتشديد على أمراء المناطق باستقبال المواطنين والاستماع لهم، ورفع ما يبدونه من أفكار واقتراحات، ليؤكد بذلك الحرص على المواطن الذي أصبح شريكا يقدم الأفكار والمقترحات لوطنه، ووطنه يسمعه بتوجيه رأس الدولة وملكها. وهذا التوجيه يذكرنا بأيام سابقة كانت فيها بوصلة كل مواطن تتجه إلى الملك سلمان (أمير الرياض آنذاك)، وكانت كل الطرق تؤدي إلى مكتب "سلمان" في الإمارة، وهو اليوم يؤسس لأن يكون "سلمان" في إمارة كل منطقة من مناطق الوطن، خاصة أنه يؤكد أنه لا فرق بين منطقة وأخرى.. في معادلة العدالة.