يزدحم برنامج معرض الرياض الدولي للكتاب يوميا ب24 توقيعا ل24 كتابا من الكتب المعروضة فيه، يتقاسمها المؤلفون والمؤلفات مناصفة، بواقع أربع توقيعات للرجال، ومثلها للنساء كل ساعة، وذلك ابتداء من الرابعة عصرا وحتى التاسعة مساء. تتوسط منصة التوقيع صالة كبيرة في المعرض، وتقسم إلى قسمين يتجهان إلى جهتين متعاكستين، خصصت إحداهما للرجال، والثانية للسيدات. وتستقطب المنصة ابتداء من لحظة التوقيع كثيرا من المهتمين الراغبين بالحصول على توقيعات المؤلفين، وحتى محاورتهم لبضع لحظات أو التعرف إليهم، ما يعد بنشوء صداقات لا يطويها انتهاء أيام المعرض. يقول الكاتب علي العايد الذي وقع أول من أمس روايته الأولى "نفاد المشاعر" عن هذه التجربة "هي تجربة رائعة، تمنحك فرصة الالتقاء المباشر بجمهورك، وتتلمس في وجوه الآخرين انطباعاتهم عن نتاجك، وترى خلاصة عملك يتقبلها الناس ويقبلون عليها". وامتدح العايد التسهيلات التي يقدمها المعرض للمؤلفين الجدد، ويقول "هناك سلاسة كبيرة في الإجراءات المتعلقة بالتوقيع، والتجربة عموما مرضية". وحول الانتقادات المتعلقة بأن التوقيع في المعرض يخرج عن حفلات التوقيع المعتادة التي تناقش فيها الكتب عادة، قال "هذا صحيح، لكن ضيق الوقت يمنع تطبيق هذا الأمر هنا، هناك رغبات كثيرة من مؤلفين للتوقيع، وبالتالي فإن تلبية إدارة المعرض لرغبة المؤلفين ومنح كل منهم ساعة يعد أفضل المتاح". ولا يذهب سليمان بن فهد الهويسين الذي وقع كتابه "150 ومضة عن التخصص" بعيدا ويقول "كنت أتمنى أن يكون الوقت المتاح لكل مؤلف أطول، وأن يكون هناك نقاش مع الجمهور حول المنتج نفسه، لكن بالنظر إلى ضيق الوقت وكثرة المؤلفين أعتقد أن الأمر مقبول جداً". ويضيف "هذه تجربتي الأدبية الأولى، وشكلت بالنسبة لي فرصة هامة للغاية في الاحتكاك مع أجواء المعرض والتعرف على الأصداء التي يتركها الكتاب". ويضيف "التوقيع فرصة، لكن الأساس يبقى لأهمية الموضوع الذي يطرحه الكتاب وكيفية معالجته، وقد وجدت تعاونا كبيرا من إدارة المعرض في تسهيل إجراءات التوقيع، وكانت المسألة بالنسبة لي فرصة ثمينة للتواصل مع الراغبين بالحصول على نسخ موقعة من الكتاب". مؤلفات في المقابل اعتلت 36 مؤلفة سعودية منصات التوقيع، ووقعن على مؤلفاتهن الثقافية والروائية، ورسمن صورة جميلة وواضحة ومعبرة عن المرأة السعودية المثقفة التي أثبتت مقدرتها على التحدي في مختلف المجالات الأدبية والفكرية. وأكدت المسؤولة عن قسم المنصات النسائية في المعرض أسماء البابطين ل"الوطن" أن منصة التوقيع شهدت تنوعا فكريا كبيرا وتعددا في أنواع المؤلفات الموقعة، وكان حضور المرأة ملفتا باختلاف أعمارهن وأفكارهن. من جانبها أشارت الكاتبة آمنة دخيل إلى أن المرأة السعودية قادرة على الإبداع في المجالات الأدبية كافة، وقالت "سعيدة جداً أن يصادف حفل توقيع كتابي بحلول يوم المرأة العالمي". وأردفت "من خلال جولتي في أروقة المعرض لفت نظري تجارب رائعة لكاتبات سعوديات منهن صغيرات السن". وأكملت "كتابي "فكي وافك" يتحدث عن الصراعات داخل الإدارات النسائية، فهو العدو الأول للمرأة التي أصبح لديها ثقة أكبر بنفسها، واستطاعت أن تبدع وتصل للعالم العربي". وقالت مؤسسة مجموعة "أمهات صح" دانا قطان "هناك إقبال وحضور كبير من قبل الأمهات على ورشات العمل والندوات الثقافية، وهذا يدل على أن المرأة، وخصوصا الأم أصبحت امرأة مثقفة تعي تماما أهمية التعليم والقراءة". وبينت الكاتبة أميمة السلاخ من مصر أن الكتاب جواز عبور إلى العالم لا ينحصر في جنسية بعينها، وتقول "كوني كاتبة وإعلامية التقيت بالمرأة السعودية بمختلف المجالات، وكنت على ثقة أنها امرأة قوية ولها حضورها، وليس كما يشاع أن حقها مهدور، وهي تكافح للحصول على مطالبها، واستطاعت أن تثبت وجودها، وهناك كاتبات سعوديات أثبتن حضورا قويا ولهن متابعيهن". وأضافت أن كتابها "معلقون بلا أمل" يحكي قصصا من خلال تجربتها في العمل التلفزيوني، ويتحدث كيف يمكن للإنسان أن يتحمل بعد أن يفقد أحد أقاربه، ويتحلى بالأمل بشكل عام، هو عمل إنساني لقصص مؤثرة".