دعا المشاركون في الحوار الوطني العاشر في مرحلته الثانية الذي جاء تحت عنون التطرف أمس في جدة، مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني إلى تكثيف جهوده ونشاطاته في السجون لتفعيل آليات الحوار الهادئ، ما يمكن المتحاورين والنزلاء من الحوار الذي يفضي إلى تصحيح المفاهيم والعودة إلى جادة الصواب. كما طالب المشاركون بالاستفادة من دراسات الجامعات والجهات الحكومية عن التطرف، خصوصا القائمة على درس حالات متطرفة والاستفادة منها في بناء معالجة واقعية، وردم الفجوة بين ما يشاهده الطلاب ويسمعونه في مدارسهم ومساجدهم وبين ما يشاهدونه في الإعلام، خاصة في الإعلام الجديد والاستفادة من التقنيات الحديثة. وأكد المشاركون تنوع مظاهر التطرف التي يأتي من أبرزها التطرف الديني والتكفيري والإلحادي والقائم على العصبية القبلية والرياضي والاجتماعي والعرقي وغير ذلك، وأشاروا إلى أن من أبرز أسباب التطرف عدم احترام التخصص والرجوع إلى المتخصصين والتأكيد على أهمية أدوار الأسر والمدارس والجامعات والمساجد والأندية للتصدي لهذي الظاهرة وآثارها على المجتمع. كما أكدوا أن التطرف أيا كان نوعه هو انحراف فكري ينبغي أن يواجه ابتداء بالفكر الوقائي والتصحيحي وبهدف الوقاية منه وللحيلولة من تحوله إلى سلوك عنيف يهدد السلم الاجتماعي ويعيق عجلة التنمية. وأنه ينبغي ألا يكون تعاملنا مع التطرف كردود أفعال وقتية وإنما عن طريق بناء استراتيجية تركز على نشر مفاهيم وقيم الوسطية والاعتدال والتعايش بين جميع مكونات ومؤسسات المجتمع. من جانبه، أكد رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله محمد المطلق خطورة ظاهرة التطرف التي شوهت صورة الإسلام والمسلمين، وقال إن هذه الظاهرة أتاحت الفرصة لأعداء الإسلام للنيل من المسلمين وإلصاق تهمة الإرهاب بهم والتضييق على الأقليات الإسلامية في العالم بسبب أعمال هؤلاء المتطرفين. وأعرب المطلق عن أمله في أن تؤدي مداخلات المشاركين والمشاركات في اللقاء إلى الخروج بنتائج وأفكار ورؤى تسهم في الحد من مواجهة التطرف، مؤكدا في الوقت ذاته أنه سينظر إليها بعين الاعتبار ورفعها إلى الجهات المسؤولة لدرسها والاستفادة منها. نائب رئيس مجلس الأمناء والأمين العام للمركز فيصل عبدالرحمن معمر قال إن موضوع التطرف من المواضيع الأساسية التي يوليها المركز اهتماما كبيرا منذ تأسيسه من خلال فعالياته ولقاءاته، وإن الحوار من الناحية الشرعية هو جزء من ديننا الإسلامي، وأكد أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يسعى إلى ترسيخ مبادئ الحوار والوسطية والاعتدال، وأن من أهم الأركان التي تجب مناقشتها في قضية بناء الوسطية والاعتدال ومكافحة الغلو والتطرف هو دور المسجد والمدرسة والأسرة. يشار إلى أن جلسات اللقاء ناقشت على مدى يومين موضوع التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية من خلال أربعة محاور هي: التطرف والتشدد "واقعه ومظاهره"، والعوامل والأسباب المؤدية إلى التطرف والتشدد، والمخاطر الدينية والاجتماعية والوطنية للتطرف والتشدد، وسبل حماية المجتمع من مخاطر التطرف والتشدد.