في مواصلة لاعتداءاتها على المواطنين اليمنيين أقدمت جماعة الحوثي أمس على استخدام الرصاص الحي لتفريق مجموعة من المتظاهرين في دوار الكرامة بالعاصمة صنعاء، وهي التظاهرات التي استمرت لليوم الثاني على التوالي رفضاً لوجود عناصر الجماعة المتمردة. كما اقتحم العشرات من عناصر الجماعة جامعة صنعاء لمطاردة الطلاب الذين تظاهروا حاملين لافتات وشعارات الجماعة حيث طاردوا الطلاب مستخدمين ضدهم السلاح الأبيض والعصي. ومنذ الصباح الباكر ليوم أمس قطع الحوثيون الطرق المؤدية لساحة التغيير وجامعة صنعاء، حيث دعت حركات شبابية لتنظيم مظاهرة للتنديد بما قالت إنه انقلاب للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي، وذلك إثر اعتقال العشرات من طلاب الجامعة والناشطين داخل جامعة صنعاء والإفراج عنهم في وقت متأخر من ليل أول من أمس.وقال شهود عيان إن الحوثيين ومؤيدي صالح قدموا إلى منطقة تجمع الشباب قبل وصول المتظاهرين حيث لاحقوهم في الأزقة والأحياء. كما نفذوا حملة اعتقالات واسعة بحق عدد من الطلبة والنشطاء، كما جرت محاولات دهس للطلاب بالسيارات أسفرت عن إصابات خفيفة لبعض المتظاهرين وما زالت الاحتجاجات مستمرة وسط حالة غضب كبيرة لدى الشباب.ولم تقتصر اعتداءات الحوثيين وأنصار صالح على الطلاب فقط بل اعتدوا كذلك بالضرب على الصحفيين الذين وصلوا المكان لتغطية الأحداث، حيث أجبروهم على الانسحاب من المكان وصادروا الكاميرات التي كانت بحوزة بعض المصورين، كما اعتقلوا بعض الصحفيين وأرغموهم على كتابة تعهد خطي بعدم المشاركة في تغطية التظاهرات قبل الإفراج عنهم. مما دفع نقابة الصحافيين إلى الاعتراض على تلك الإجراءات. وأعلنت نقابة الصحافيين في اليمن أنها تحمّل الحوثيين مسؤولية اختفاء ثلاثة صحافيين اختُطفوا أثناء تغطيتهم لإحدى التظاهرات المنددة بالانقلاب. في غضون ذلك، دعت أحزاب سياسية وممثلون عن المجتمع المدني إلى تظاهرة جديدة مناهضة للحوثيين في الساحة الواقعة أمام حرم جامعة صنعاء. وعلى صعيد المحاولات السياسية الرامية لنزع فتيل الأزمة، أعلنت أربعة أحزاب سياسية أمس انتهاء الاتصالات مع الحوثيين من أجل إقناع الرئيس عبد ربه منصور هادي بالعودة عن الاستقالة. وأعلن الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري عبدالله نعمان الانسحاب من الاجتماع مندداً بتعنت الحوثيين. وقال نعمان في بيان إن الحوثيين "لا يريدون سوى إشعال الأوضاع والدفع بالأمور نحو طريق مسدود حيث رفضوا كافة الاقتراحات والعروض التي قدمت لهم". من جانبه، يواصل موفد الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر اتصالاته في اليمن مع مختلف الأطراف في محاولة لتطبيق الاتفاق السياسي الموقع في 21 سبتمبر 2014 ويقضي بانسحاب الميليشيات من صنعاء.