دخلت اليمن أمس، مرحلة جديدة من التصعيد، بوضع جماعة الحوثي "الإرهابية" يدها على مفاصل الدولة، وسيطرتها على البنك المركزي، والإعلام، وميناء الحديدة، وفرضها طوقا أمنيا بمحيط وزارة الدفاع، اعتراضا على تسمية الرئيس عبدربه منصور هادي، لمحمود الصبيحي وزيرا للدفاع، مما أدى إلى تصاعد الخلافات داخل الوزارة بين الوزير وعناصر من الجماعة. واقتحم متمردو الحوثي مقر شركات صافر البترولية، ومصلحة الأحوال الشخصية، وطردوا الموظفين منهما، وسيطروا على ميناء الحديدة، ثاني أكبر موانئ البلاد بعد ميناء عدن، وطردوا رئيس مجلس إدارته محمد إسحاق. يأتي ذلك بعد يوم على اقتحام الحوثيين مؤسسة الثورة للصحافة أكبر مؤسسة إعلامية في البلاد وإصدار عدد جديد من الصحيفة يتقاطع كليا مع توجهات الدولة. ميدانيا، قُتل ثلاثة جنود وأُصيب أربعة آخرون من أفراد الجيش إثر كمين نصبه تنظيم القاعدة مستهدفا مركبة عسكرية. توج الحوثيون، الموالون لإيران، خطواتهم المتصاعدة والمتدرجة للانقلاب على الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي باحتلال عدد من مؤسسات الدولة، أبرزها اقتحام مبنى البنك المركزي يوم أمس ونهب مئات الملايين من الريالات، في الوقت الذي كان يستقبل فيه هادي سفير طهران الجديد سيد حسن. وإلى جانب اقتحام مبنى البنك المركزي، اقتحم مسلحو جماعة الحوثي مقر شركات صافر البترولية ومصلحة الأحوال الشخصية وطردوا الموظفين منهما، بالإضافة إلى بدء حصار على وزارة الدفاع، بعد خلافات حادة شهدتها الوزارة أول من أمس بين وزير الدفاع محمود الصبيحي ومسلحي الجماعة داخل الوزارة، كما سيطروا أمس على ميناء الحديدة، ثاني أكبر موانئ البلاد، بعد ميناء عدن، ومنعوا رئيس مجلس إدارته القبطان محمد اسحاق من دخول الميناء. وجاءت هذه التطورات في أعقاب إقدام الحوثيين أول من أمس على اقتحام مؤسسة الثورة للصحافة، وهي أكبر مؤسسة إعلامية في البلاد، وإصدار عدد جديد من الصحيفة يتقاطع كلياً مع توجهات الدولة، ما دفع بوزيرة الإعلام نادية السقاف إلى إعلان تبرؤ الوزارة من العدد الصادر. وأزال الحوثيون ترويسة الصحيفة الخاصة بأهداف ثورة سبتمبر 1962، كما حذفوا الزاوية اليومية للرئيس عبدربه منصور هادي، تحت عنوان "إضاءة"، التي ينشر فيها كلاماً من خطاباته، ما يعني أن الحوثيين نفذوا "قطيعة" مع ماضي ما قبل 21 سبتمبر، يوم اقتحامهم العاصمة صنعاء، الذي يصفونه بأنه يوم ثورة جديدة بديلة لثورة 62. من جهة ثانية شهدت المناطق المحيطة بمنزل الرئيس هادي يوم أمس انسحاباً لأفراد الحراسة الخاصة بالمنزل خوفاً من وقوع احتكاكات مع جماعة الحوثي، الذين انتشروا في المنطقة، كما شوهدت دبابات وعربات مدرعة مختلفة تنتشر في ميدان السبعين بالقرب من دار الرئاسة التي تحتضن بعضاً من نشاطات هادي، في وقت تتزايد المخاوف من انقضاض الحوثيين على الدار في أي وقت يرغبون فيه. في الأثناء اعتبرت مصادر حكومية أن فشل الحكومة في الحصول على ثقة مجلس النواب لليوم الثاني على التوالي، يؤكد أن تنفيذ الأولويات العاجلة المحددة في برنامج الحكومة والمتمثلة في استعادة الأمن والاستقرار وإنهاء الاختلالات الأمنية المتصاعدة وبسط سيادة الدولة على كافة مدن البلاد يواجه صعوبات وتعقيدات شائكة؛ من أبرزها إصرار جماعة الحوثي على تمديد مهام اللجان الشعبية المسلحة التابعة لها ورفض الانسحاب من المحافظات الأخرى التي توسعوا إليها بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء في ال 21 من سبتمبر المنصرم. وأكدت المصادر ل"الوطن" أن استخدام القوة لإجبار الحوثيين على الانسحاب من العاصمة والمحافظات الأخرى خيار مستبعد لاعتبارات تتعلق بفداحة التداعيات الإنسانية والمادية التي ستترتب عن اللجوء لمثل هذا الخيار ولحالة الانقسام القائمة في صفوف الجيش، مشيرة إلى أنه بدون إخلاء العاصمة من المظاهر المسلحة وخروج اللجان الشعبية وانسحاب الحوثيين من جميع المحافظات التي تمددوا إليها والتنفيذ الفعلي لاتفاق السلم والشراكة الوطنية، فإن الحكومة لن تتمكن من تنفيذ برنامجها لجسامة المعوقات القائمة. في الجنوب قُتل ثلاثة جنود وأُصيب أربعة آخرون من أفراد الجيش إثر كمين نصبه عناصر تنظيم القاعدة مستهدفاً مركبة عسكرية كانت تقل الجنود في منطقة السحيل عند المدخل الغربي لمدينة سيئون مركز وادي وصحراء حضرموت، كما استهدف شخص مجهول، سجن المنصورة المركزي بمدينة عدن بإلقاء قنبلة صوتية لم يسفر انفجارها عن سقوط ضحايا، لكنه تسبب بحالة من الهلع في نفوس السكان والمواطنين.